You are currently viewing ارتفاع ضغط الدم القاتل الصامت

ارتفاع ضغط الدم القاتل الصامت

إذا كانت قد مضت مدة طويلة جدا عن أخر مرة قمت فيها بقياس ضغط دمك. فمن الأفضل أن تفعل ذلك. لان احتمال أن تكون من بين 2 مليار إنسان ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم وارد جدا. حتى و إن كنت تعتقد أن صحتك جيدة. و لا تظهر عليك أي أعراض تدعو للقلق. فمرض ارتفاع ضغط الدم هو قاتل صامت. ليس له أعراض. و لا يشعر به الشخص حتى يتسبب له في مضاعفات بالغة الخطورة كالسكتة القلبية و الدماغية.ماذا نعني بارتفاع ضغط الدم؟ و اين تكمن خطورته؟ و كيف يمكن معالجته؟ هذا ما سنراه في هذا المقال.

ماذا نعني بارتفاع ضغط الدم ؟

في البداية يجب أن نفهم ماذا نقصد بضغط الدم .

يقوم القلب عند كل ضربة من ضرباته بضخ الدم عبر الأوعية الدموية حتى يصل إلى جميع أجزاء الجسم. حركة الدم داخل هذه الأوعية هي التي تحدت ضغطا و هو ما نسميه ضغط الدم.

لتتضح الصورة أكثر دعونا نتتبع رحلة الأوكسجين داخل جسم الإنسان. فعندما نقوم بالاستنشاق يدخل الهواء المحمل بالأوكسجين إلى الرئتين. ثم يمر عبر سلسلة من الشعيرات داخل الرئة حتى يلتقي بالدم. فيحمل الدم الأوكسجين و يتجه صوب القلب. هذا الأخير هو بمثابة مضخة طبيعية. يقوم بضخ هذا الدم المحمل بالأوكسجين. فينقبض ليرسل الدم بقوة عبر الأوعية الدموية و بذلك سيصل الأوكسجين إلى كل خلايا الجسم. فتقوم هذه الأخيرة باستخدامه مع المواد المغذية التي تصلها لتولد الطاقة. و تؤدي الوظائف المنوطة بها. و نستمر نحن على قيد الحياة.

ثم يعود الدم الخالي من الأوكسجين مرة أخرى إلى القلب. فيضخه صوب الرئتين ليتسلم الأوكسجين مجددا. و هكذا في عمل ذؤوب لا ينقطع بالمرة. و لو حدث ذلك لانتهت حياتنا في رمشة عين.

أنواع ضغط الدم

عندما يخفق القلب ينقبض ليدفع الدم بقوة صوب الأوعية الدموية، في هذه اللحظة يكون ضغط الدم في أعلى مستوياته، و هو ما يعرف بضغط الدم الانقباضي، ثم عندما ينبسط القلب ينخفض الضغط داخل الأوعية الدموية إلى أدنى قيمة له  و هو ما يسمى ضغط الدم الانبساطي.

لذلك يسجل ضغط الدم كرقمين احدهما فوق الأخر: الرقم الأعلى يشير إلى ضغط الدم الانقباضي أي الذي يحدث عند خفقة القلب. و الرقم الأسفل إلى ضغط الدم الانبساطي المسجل في الفترة الفاصلة بين خفقتين. بهذا الشكل:

120/80

كيف يتم قياس ضغط الدم؟

من الممكن قياس ضغط الدم في المستشفى. أو الصيدلية أو حتى في منزلك. باستخدام إحدى أدوات القياس التي تباع في الصيدليات.

إذا كان ضغط دمك الانقباضي هو 120 مليمتر زئبقي. و ضغط دمك الانبساطي هو 80 مليمتر زئبقي مثلا. فأنت في المعدل الطبيعي. هذا الجدول أسفله يظهر درجات ارتفاع ضغط الدم.

قياسات ارتفاع ضغط الدم:

أين تكمن خطورة ضغط الدم المفرط

إن أوعيتنا الدموية تشبه إلى حد بعيد الأنابيب المطاطية. فهي مرنة بما يكفي لتتحمل الضغط الكبير الذي به يضخ القلب الدم. لكن إذا كان الضغط مرتفعا بشكل دائم فوق المستوى الطبيعي هنا تبدأ مشاكل خطيرة في الظهور. فالضغط الكبير المتواصل على جدران الأوعية الدموية سيتسبب في إحداث شقوق صغيرة داخلها. فتأتي المواد المسئولة عن معالجة الالتهابات كالكريات البيضاء لتتجمع حول الشقوق، و لتعالج الوضع، عادة ما تلتصق الدهون بهذه الشقوق ايضا.

و النتيجة يصبح الشريان ضيقا للغاية، بحيث يعرقل مرور الدم من خلاله، أو قد ينسد بالكامل فتحرم أجزاء من الجسم التي تعتمد على هذا الشريان من الأوكسجين، و هذا ما يعرف بتصلب الشرايين.

مراحل تصلب الشرايين

مضاعفات ضغط الدم المفرط

أمراض القلب

تصور معي أن الجزء المحروم من الدم هو القلب مثلا و هو العضو الذي تتوقف عليه حياتنا. فماذا ستكون النتيجة؟ القلب هو عبارة عن عضلة يحتاج إلى الدم لكي يعمل، و يقوم نوع من الشرايين يسمى بالشرايين التاجية بتزويده بذلك، لكن إذا حدث أن ضاق الشريان التاجي بسبب ارتفاع ضغط الدم مثلا، فالدم لن يصل للقلب بشكل كاف، و سيظهر اثر ذلك عندما يقوم المريض بعمل مجهود بدني كصعود السلالم مثلا، إذ سيحتاج القلب ليعمل بقوة لكن لن يحصل على ما يكفيه من الدم، فيشعر المريض عندئذ بألم شديد في الصدر، يستمر لمدة قصيرة و هو ما يعرف بالذبحة الصدرية.

أما إذا حدث و أن انسد الشريان التاجي بشكل كامل، فإن الجزء من القلب الذي يعتمد على هذا الشريان سوف يموت، مما يؤدي إلى حدوث أزمة قلبية.

السكتة الدماغية

إذا حدث و أن ضاق الشريان الذي يوصل الدم إلى المخ فقد يتسبب ذلك في أزمة دماغية عابرة، لكن إذا انسد هذا الشريان بالكامل فسيموت ذلك الجزء من الدماغ الذي يعتمد على هذا الشريان، و هذا ما يتسبب في سكتة دماغية.

تلف الكلي

يمتلك الإنسان كليتين تؤديان وظائف بالغة الأهمية، كتخليص الجسم من النفايات، و هي ايضا كسائر أعضاء الجسم تحتاج للدم لكي تعمل بشكل صحيح، لكن إذا انسدت الأوعية الدموية التي تنقل الدم إليها فسيؤدي ذلك إلى تلفها بشكل تدريجي.

ما الذي يتسبب في ارتفاع ضغط دمك؟

أول شيء يسعى الطبيب إلى معرفته عندما يود معالجة مرضى ارتفاع ضغط الدم هو تحديد سببه: أ أولي أم ثانوي، فما الفرق بين الاثنين؟

ارتفاع ضغط الدم الأولي أو الأساسي هو الأكثر شيوعا، فحوالي %95 من مرضى ارتفاع ضغط الدم يندرجون ضمن هذه الفئة، و يكون سبب ارتفاع ضغط الدم عندهم غير محدد بل هو نتيجة لتداخل عدة عوامل منها: العامل الوراثي، سوء التغذية، نمط الحياة، الوزن الزائد، التعرض للتوتر المستمر، الإدمان على التدخين و شرب الكحول و غيرها.

أما ارتفاع ضغط الدم الثانوي فيكون سببه واضح و محدد، كتناول دواء معين مثلا يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، مرض في الكليتين، مشكل في التنفس أثناء النوم، بيد أن هذا النوع لا يمثل سوى %5 من إجمالي حالات ارتفاع ضغط الدم.

كيف تعالج ضغط الدم المفرط؟

هناك بعض الأدوية التي تساعد على تخفيض ضغط الدم بيد أن تغيير نمط الحياة يعتبر هو الحل الأمثل لعلاج كلا النوعين من ارتفاع ضغط الدم و هذه بعض النصائح التي ينصح بها الأطباء لعلاج هذا المرض

  • قلل من الملح في طعامك
  • امتنع عن شرب الكحول و عن التدخين
  • واظب على الرياضة كالمشي ركوب الدراجات و غيرها.
  • الصوم حيث تبت أن للصوم مفعول سحري في علاج ارتفاع ضغط الدم.
  • ابتعد عن كل الأشياء التي تجلب لك التوتر مارس الأشياء التي تحقق لك اكبر قدر من الراحة النفسية.
  • أكثر من تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، كالفواكه: البرقوق، البرتقال، الافوكادو، الخضروات ايضا: الطماطم، البطاطس، فالأشخاص الذين يفتقر غدائهم للبوتاسيوم هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

المصادر

البروفيسور دي جي بيفرز – ضغط الدم –  مارك عبود –  دار المؤلف – 2013

د.أيمن أبو المجد – أمراض القلب و شرايينه التاجية – دار الشروق – 1999

اترك تعليقاً