You are currently viewing الأمراض المنقولة جنسيا

الأمراض المنقولة جنسيا

الكثير من الناس ليس لديهم معلومات وافية عن الأمراض المنقولة جنسيا، و تكاد معرفتهم تقتصر على المرض الشهير الإيدز، بيد أن هناك طائفة كبيرة من الأمراض التي تنتقل عبر الجنس و التي لا تقل خطورة عن الإيدز، و حسب منظمة الصحة العالمية فإن كل يوم يصاب مليون شخص في العالم بأحد هذه الأمراض، و التي  تكمن خطورتها في كون الشخص قد يكون مصابا بها دون أن يكون على علم بذلك، و دون أن تظهر عليه أي أعراض لمدة طويلة أحيانا، تهدف هذه المقالة إلى زيادة الوعي حول هذه الأمراض التي مازالت تؤرق البشرية.

ماهي الأمراض المنقولة جنسيا؟

هي مجموعة من الأمراض التي يلعب الاتصال الجنسي فيها الدور الأساسي في نقل العدوى، بيد أن بعض هذه الأمراض يمكن أيضا أن ينتقل من خلال عمليات نقل الدم، أو من الأمهات إلى أطفالهن أثناء الحمل أو الرضاعة.

ما الذي يسبب الأمراض المنقولة جنسيا؟

الذي يسبب الأمراض المنقولة جنسيا هي فيروسات و بكتيريا و طفيليات تنتقل من شخص مصاب إلى أخر عبر السوائل الجنسية: السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية، اللعاب و الدم، يعرف العلماء لحد الآن 20 مرض منقول جنسيا.

على هذا الأساس يمكن للعدوى أن تنتقل عبر الحقن بدم شخص مصاب، عبر القضيب أو المهبل، الفم، الشرج.

ما خصائص الأمراض المنقولة جنسيا؟

رغم تنوع الأمراض المنقولة جنسيا إلا أنها تشترك في خصائص معينة نذكر منها:

– البكتيريا و الفيروسات المسببة لهذه الأمراض ضعيفة و جد حساسة للظروف الخارجية، فهي غير قادرة بتاتا على العيش خارج جسم الإنسان، و تستطيع العوامل الجوية أن تقضي عليها في مدة زمنية قصيرة جدا، و معظمها لاهوائي أي يموت مباشرة بعد تعرضه للهواء، لذلك فهي لكي تنتقل من شخص لأخر يجب أن يتم ذلك دون تعرضها للعوامل الخارجية و هذا ما يوفره الاتصال الجنسي.

هذا بخلاف الفيروسات و البكتيريا التي تسبب الأمراض التنفسية مثلا، ففيروس كورونا في استطاعته البقاء 20 دقيقة في الوسط الخارجي، و هذا ما يفسر لنا كيف أن مسببات الأمراض المنقولة جنسيا لا يمكن أن تنتقل مثلا عبر المراحيض أو الحمامات أو الهواء أو الطعام.

– قدرة هذه البكتيريا و الفيروسات على البقاء مدة طويلة في جسم الإنسان، فعندما يدخل أحد مسببات هذه الأمراض للجسم فإنه يدخل في مرحلة الكمون، حيث لا يلاحظ المريض أي علامات أو أعراض تدل على مرضه، و لكن المرض في داخله نشط، و المريض حينها يكون معديا لغيره، و قد تصل مرحلة الكمون هاته من بضع أسابيع كما في حالة السيلان إلى بضع سنوات بالنسبة للايدز مثلا.

من هم الفئة الأكثر إصابة بهذه الأمراض؟

– ممارسي الدعارة و هم الفئة التي تشهد أكبر انتشار لهذه الأمراض نظرا لإقامتهم علاقات متعددة مع أشخاص مختلفين يوميا.

– الشواذ و خاصة الشواذ الذكور تستفحل بينهم هذه الأمراض و أولى حالات الإيدز تم رصدها بينهم.

– مدمنو المخدرات إذا تم تبادل الحقن بين المستهلكين.

الأمراض المنتقلة جنسيا عبر التاريخ

بعض الأمراض الجنسية كانت معروفا منذ القدم كالزهري و السيلان، لكن يمكن القول أن نسبة المصابين بها كانت ضئيلة نظرا لأن العلاقات الجنسية كانت تنحصر داخل مؤسسة الزواج غالبا، حتى أن الدعارة مثلا كانت محرمة في أوروبا و أمريكا الشمالية و كان الذي يرتاد دور البغاء ينظر إليه بنوع من الاحتقار، هذا إلى حدود منتصف القرن العشرين الذي حدثت فيه ما يعرف بالثورة الجنسية، و التي تدعو إلى التخلص من كل القيود الأخلاقية و الدينية و إتباع الملذات دون حسيب أو رقيب، فكانت المحصلة ازدياد عدد المصابين بهذه الأمراض.  

في سنوات السبعينات و الثمانينات لاحظ الأطباء أن هناك مرضا غريبا يصيب الجهاز المناعي فيتلفه مما يؤدي إلى ظهور أورام خبيثة و أمراض انتهازية، ثم ينتهي الأمر بموت المصاب، و لأنه كان يوجد مرض في الأصل سببه نقص المناعة لأسباب وراثية فقد سمي هذا المرض الجديد بنقص المناعة المكتسب اختصارا الايدز، أي لا تسببه عوامل وراثية و قد انتشر بشكل كبير بين المثليين و ممارسي الدعارة و مدمني المخدرات، و هذه كانت هي بداية انتشار هذا المرض الذي يعتبر أحد أخطر الأمراض الجنسية قاطبة، و ليس له علاج إلى حد الآن، و رغم كل المجهودات المبذولة من طرف منظمة الصحة العالمية و حكومات الدول فإن أعداد المصابين به في تزايد مستمر.

تداعيات الأمراض المنقولة جنسيا

تسبب الأمراض المنقولة جنسيا خسائر اقتصادية و اجتماعية لا تعد و لا تحصى، فهذه الأمراض تصيب أساسا الشباب أي الساكنة النشيطة، الفئة القادرة على العمل و الإنتاج، في دول جنوب القارة الإفريقية الأكثر تضررا كبوتسوانا و زيمبابوي تبلغ نسبة البالغين المصابين بالإيدز مثلا % 30 و معظم المصابين يموتون، مما يعني خسارة فادحة في اليد العاملة، حتى أنه في بعض الدول الإفريقية يموت عدد كبير من المدرسين سنويا أكثر مما يمكن تعويضه.

كما أن هذه الأمراض تشكل عبئا حقيقيا على الدول خاصة النامية، فمرضى الإيدز مثلا يتطلبون عناية فائقة تكلف الحكومات تكاليف باهظة، و على حساب أمراض خطيرة أخرى، في بعض الدول الإفريقية %80 من الآسرة في المستشفيات يشغلها المصابين بالإيدز.

و رغم كل الجهود المبذولة عالميا للحد من الأمراض المنقولة جنسيا إلا أن الأخبار الواردة لا تسر، ففي إفريقيا جنوب الصحراء يعتبر الإيدز القاتل الأول للأطفال و هو بالتالي يبخر كل الجهود التي بذلت من أجل الحد من معدل وفيات الرضع.

إن الأمراض المنقولة جنسيا تسبب تمزقا شديدا للمجتمعات فالكثير من الساكنة النشيطة التي تموت بسببها تترك ورائها أطفالا و مسنين من دون إعالة و هذا يكرس الفقر و العوز.  

إذا كنت تريد التعرف على أشهر الأمراض الجنسية فلا تتردد في قراءة المقالة الموالية بعنوان أخطر الأمراض المنقولة جنسيا

المصادر

د عبد الرحيم عبد الله. كل ما تحتاج معرفته عن الامراض المنقولة جنسيا– دار الشروق- 2009

د عبد الحميد قضاة- الامراض المنقولة جنسيا سؤال و جواب– الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الاسلامية

اترك تعليقاً