You are currently viewing الاختلافات بين الزوجين كيف نتعامل معها؟

الاختلافات بين الزوجين كيف نتعامل معها؟

الزواج هو رباط مقدس و ميثاق غليظ. و لقد بلغت درجة التأكيد على ضرورة الحفاظ عليه أن الله تعالى يبغض الطلاق الذي به يفض هذا الميثاق. الكثير منا يحكم بالفشل على زواجه لمجرد وجود اختلافات بينه و بين شريك حياته. و يصاب بخيبة أمل عندما يرى أن شريكه لا يشاركه نفس الاهتمامات. و لا يتفق معه على نفس الآراء. و قد يتولد عن ذلك مشاكل جمة. بيد أن الاختلافات بين الزوجين أمر لا مفر منه. فأنت لست هو الأخر مهما بلغت درجة التشابه بينكما. و محاولة نحث الأخر على شاكلتك مستحيلة. لأن البشر مفطورين على الاختلاف. في هذا المقال سنتعلم كيف نتعامل مع الاختلاف. كيف نجعله نعمة و ليس نقمة تهدد العلاقة الزوجية.

نماذج من الاختلافات بين الزوجين

يقول أحدهم “فوجئت عندما اتضح لي أنني أنا و زوجتي لسنا منسجمين كما كنت أعتقد. فهي مثلا تحب التجوال في الأماكن المكتظة الصاخبة. بينما أنا أحبذ الأماكن الهادئة كالحدائق مثلا..

و تقول أخرى “اكتشفت أنني أنا و زوجي مختلفان في الكثير من الأشياء. فأسلوب تواصلنا مختلف. و طريقة رؤيتنا للامور ليست متماتلة. كثيرا ما اشعر انني انا و زوجي على طرفي نقيض

قد تكون أنت مهتم بدقة المواعيد و تفضل العيش وفق جدول زمني. في المقابل تتمنى زوجتك لو كنت أكثر مرونة حيال ذلك. فالتأخر لدقيقة أو دقيقتين لا يستدعي الغضب و التوتر. أنت عملي و تحب التدقيق في كل شيء. هذا يزعج زوجتك كثيرا فهي لا تعطي الأمر كل هذا القدر من الأهمية.

إذا كنت حديث العهد بالزواج فلا بد أنك ستواجه تحديات مماثلة. حتى يخيل إليك أنك في واد و شريك حياتك في واد. و لان الكثير منا يدخل الحياة الزوجية باحلام وردية استقاها من الروايات التي قراها و الأفلام التي شاهدها. فسرعان ما يصاب بخيبة أمل بعد الزواج عندما يعاين الاختلافات التي بينه و بين شريكه. و التي لم يكن يرصدها عادة في فترة التعارف الاولى. حتى يصل الأمر إلى الاعتقاد بأن كل منهما لا يصلح للأخر. و انهما ارتكبا غلطة العمر عندما قررا الاقتران. لكي نتجنب حدوث ذلك فلا بد أن نعي بعض النقاط الأساسية.

لا يوجد شخصين متطابقين تماما

الاختلاف شيء طبيعي. فمن المستحيل أن تجد شخصين متطابقين تماما مهما طالت المدة التي يقضيانها معا. بل سوف لن تجد لشخصين نفس الاستجابة في موقف واحد. فالاختلاف بين الزوجين أمر متوقع لأن كل منهما قادم من بيئة مغايرة للأخر. قد تظهر الاختلافات فيما يلي:

الطباع: قد تكون أنت قليل الكلام عندما تكون وسط الناس بينما هي تحب التفاعل اكثر و التعبير عن آرائها بحرية

الاهتمامات: فما يشكل مصدر اهتمام بالنسبة لك قد لا يكون كذلك بالنسبة لشريكك رغم أن تشارك الزوجين في الهوايات و الاهتمامات من الأمور التي تؤدي إلى توطيد العلاقة بينهما

العادات: ربما أنت قد اعتدت على الاستيقاظ متأخرا يوم العطلة الأسبوعية بينما هي تحب الاستيقاظ المبكر و اخذ جولة صباحية.

متى تتسبب الاختلافات في مشاكل كبرى؟

من الواضح أن هذه الاختلافات ليست مهمة. و لكن مع تراكم الكلمات الجارحة. و التصرفات الفظة تصبح هذه الاختلافات فجوات تباعد بين الزوجين . و تحول حياتهما إلى شقاء لا يطاق. و يحدث ذلك عندما يحاول احدهما تغيير الأخر. لأنه يعتقد أن طريقته في معالجة الأمور هي الأمثل. و على الطرف الأخر أن يكون مثله. إن محاولة تغيير أشياء ليست بذات أهمية توحي للطرف الأخر بأنه غير مرغوب فيه.

غالبا عندما نختلف مع شخص في مسألة ما فنحن ننظر إليه نظرة نقص. فنصف وجهة نظره بأنها نابعة من عجزه أو بلادته أو جنونه رغم أن سبب الاختلاف في الغالب ينبع من كونه قد عالج المسألة من جانب أخر و رأى الشيء من زاوية مغايرة. و مع ذلك نصر على ازدراء وجهة نظره لأننا نعتبر أن طريقتنا في الكلام و التفكير و فهم الأمور هي الأمثل و الأفضل.

إذن هنا تبدأ المشكلة. عندما يتعامل الرجل مع زوجته و كأنها ينبغي أن تكون مثله. و من جهة أخرى تتعامل المرأة مع زوجها و كأنه ينبغي أن يكون مثلها. دون وعي صريح بالاختلافات الكامنة بينهما. فكما يقول عباس محمود العقاد إذا ساويت بين مختلفين فقد ظلمت الاثنين.

كيف نجعل من الاختلافات نعمة

يجب أن نعلم أن الحياة الزوجية تقوم على التكامل. أي ما يفتقده الزوج يوجد في الزوجة و العكس. و هي بذلك لا تقوم على التطابق و التناسخ الذي يسعى إليه الكثير من الناس دون جدوى. فلا بد أن يدرك الشريكان أنهما شخصيتان مختلفتان. و اختلافهما ليس سما يقضي على العلاقة الزوجية بل إذا تم احترامه فسيكون بمثابة التابل تضفي نكهة على الحياة.

فيجب على الشريكان أن يأخذا الوقت الكافي ليفهم كلاهما الأخر و يقبلا الاختلاف. و هذا ما سيشكل أرضية خصبة لحياة زوجية سعيدة. يجب أن ينظر إلى الاختلاف بأنه شيء يثري العلاقة. فنقول للذي يريد من زوجه أن يكون نسخة منه هل تود أن تتزوج من نفسك؟! ليرى كل واحد منا في شريكه بأنه عالم رحب أخر يستحق أن يتعرف عليه و بذلك سيؤلف الشريكين معا سيمفونية رائعة.

يقول المهاتما غاندي “الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء و إلا لكنت أنا و زوجتي من ألد الأعداء

المصادر

David Keirsey . Marilyn Bates . Please understand me .book company . 1984

د. جون غراي .الرجال من المريخ النساء من الزهرة . د حمود الشريف. مكتبة جرير

اترك تعليقاً