غالبا ما يصاب الكثير من الأزواج بنوع من خيبة الأمل بعد مضي بضع سنوات عن الزواج، ذلك لأنهم يغرقون في بحر من الرتابة، و تفقد علاقتهم بريقها الأول، احد أفضل الطرق لجعل علاقتك بشريك حياتك دائما متألقة هي أن يكون لكما اهتمامات مشتركة، فهذه الأخيرة ستساهم في جعل الرباط بينكما أقوى و امتن، و بذلك ستعيشان حياة مليئة بالبهجة و اللحظات السعيدة، و سوف ينعكس ذلك حتما على صحتكما النفسية و الجسدية.
ثمار وجود اهتمامات مشتركة بين الزوجين
تصور معي زوجان يتقاسمان الاهتمام نفسه كالمطالعة مثلا، أو السفر أو ركوب الدراجات، فما فوائد ذلك بالنسبة لعلاقتهما؟
أولا سيقضيان وقتا أطول مع بعض ، فبدلا من أن يمارس كل منهما هوايته المفضلة مع شخص أخر. فسيكون ذلك الشخص هو شريك الحياة نفسه.
قضاء وقت طويل معا سيجعل الزوجان يفهمان بعضهما البعض بشكل اكبر، فالكثير من المشاكل الزوجية تنبع من سوء الفهم، نظرا لان كل طرف لا يعرف شخصية الاخر حق المعرفة رغم أنهما يعيشان تحت سقف واحد، فمكوث الزوجين مدة طويلة معا يجعل كلاهما على اطلاع تام بشخصية الأخر و يعرف ما يحبه و ما يكرهه.
سيجدان دائما موضوعا للحديث و المناقشة، فالكثير من الأزواج الذين ليس لهم اهتمامات مشتركة، و لم يسعوا إلى خلقها، لا يجدان شيئا شيقا يجذبهم للحديث، خاصة بعد مضي فترة التعارف الأولى، و كل حديثهما لا يدور سوى حول إعداد الطعام و أمور المدرسة و المناسبات التي تخص عائلتهما، هذا يجعلهما منفصلين عاطفيا، و في المقابل تصور معي زوجان لهما اهتمام مشترك، كأن يكونا مولعين بقراءة الكتب مثلا، ألن يجدا كلاهما مادة دسمة للنقاش؟ حتما سيكون كلاهما متشوقا لكي يسمع من الأخر حول الموضوع الذي يحبه.
كيف تجد الاهتمامات المشتركة؟
سيكون الحظ قد حالفك إذا كان الاهتمام المشترك هو الذي جمعك بشريك حياتك منذ البداية، كأن تكونا قد التقيتما في متحف مثلا، أو مكتبة أو نادي رياضي، و بذلك سوف يوفر عنك ذلك عناء البحث عن الاهتمام المشترك، لكن ذلك لا يحدث مع الجميع دائما.
يمكنك أن تجد الاهتمامات المشتركة بينك و بين شريكك بأن تكتبا معا قائمة الهوايات و الاهتمامات المفضلة، و بعد مقارنتها لا بد أن تجدا و لو اهتماما واحدا مشتركا كأقل تقدير، أن ذاك يجب عليكما التركيز عليه و تطويره.
من الممكن ايضا أن تدعو الطرف الأخر ليشاركك اهتماماتك، لكن من الممكن أن لا تكون اهتماماتك تستهويه، أن ذاك لا بد من احترام أذواقه و ميولاته، فاختلاف الأذواق بين الزوجين هو مما يثري العلاقة و لا يفسدها.
اخلق هوايات مشتركة
هذه بعض الأنشطة البسيطة التي يمكن للزوجين القيام بها لخلق اهتمام مشترك يقوي الرباط بينهما
قراءة الكتب: من الممكن أن يضع كلا الزوجين تحديا يتمثل في قراءة كتاب كل أسبوع. و ليس من الضروري أن يقرأ نفس الصنف من الكتب. ثم بعد الفراغ منه يناقش كل منهما مع الأخر أفكار الكتاب. و هكذا سيجد كلاهما نفسه و كأنه قد قرأ كتابين في الأسبوع الواحد.
الألعاب: احد أنجع الطرق لإدخال المزيد من البهجة إلى حياة الزوجين. فحتى إن كنت مكبلا بالتزامات العمل و هي مشغولة بأمور المنزل. فلا بد أن تجدا وقتا لممارسة لعبة معينة كلعب الورق أو الشطرنج أو العاب الفيديو. هذا من شانه أن يجعل الزوجان يقضيان وقتا أطول مع بعض.
ممارسة الرياضة: المواظبة على ممارسة الرياضة تعني أن لكما هدفا مشتركا تسعيان لتحقيقه و هو اكتساب جسم صحي سليم، الرياضة فرصة للتنافس فيما بينكم، لمساعدة أحدكما الأخر و تعليمه مهارة جديدة، و منحه التحفيز على الاستمرار في ممارسة الرياضة، و مما لاشك فيه أن مثل هذه الأمور سوف تمنح الزوجين الكثير من اللحظات المثيرة و الممتعة.
السفر: لا يعتبر السفر وسيلة لاكتشاف الاماكن فقط. بل أيضا لفهم شخصية الاخر بشكل ادق. فالسفر لم يسمى سفرا إلا لانه يسفر عن اخلاق الناس أي يكشفها. و لذلك عندما سمع عمر رضي الله عنه رجلا يزكي اخر كان مما قال له هل سافرت معه ؟ قال: لا قال: انت لا تعرفه. من مزايا السفر بالنسبة للزوجين أنهما يقضيان وقتا اطول مع بعض. فيزداد التفاهم بينهما. ايضا يكونان معا ذكريات جميلة يمكن استرجاعها دائما في الاوقات العصيبة. ليدرك كل منهما اهمية الاخر في حياته. السفر ايضا يعلم الزوجين الصبر
كلاما كان الزوجان يتشاركان اهتمامات مشتركة كلما كانوا اقرب الى تحقيق حياة زوجية سعيدة. لذلك ابحثوا عن الاشياء المشتركة مع شركائكم. اعملوا على تنميتها معا. و لا تركزوا على الاختلافات البسيطة التي لا مفر منها.
المصادر
عزيزة نيلغون جانال. الزواج و الحياة الاسرية. وزارة الاسرة و السياسة الاجتماعية الجمهورية التركية . 2011
أنه موضوع جميل ومفيد ولقد استفدت كثيرا منه … شكرا