You are currently viewing حرب الفرس و الروم معجزة قرأنية

حرب الفرس و الروم معجزة قرأنية

هذه واقعة تاريخية جاءت كما أخبر بها القران الكريم، دارت تفاصيلها بين الفرس و الروم، فبعد أن استطاع الفرس التغلب على البيزنطيين الروم لم تمضي إلا بضع سنين حتى عاد الروم ليهزموا الفرس، و يفرح المؤمنون بذلك النصر الكبير الذي ذكره الله تعالى قبل أن يتحقق في مطلع سورة الروم:

﴿الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 3 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ 5 [الروم:1–5].

حرب الفرس و الروم معجزة قرأنية تستحق التأمل.

غزو الفرس لبلاد الروم

الفرس هم سكان بلاد فارس ايران الحالية، و قد كانت امبراطوريتهم الفارسية تمتد على مساحة تفوق مساحة ايران اليوم، حتى كانت حدودهم متاخمة لحدود الامبراطورية البيزنطية أو الروم التي كانت من جهتها تسيطر على تركيا و بلاد الشام و مناطق من اوروبا.

كانت الامبراطوريتين البيزنطية و الفارسية أقوى الامبراطوريات في ذلك الزمان، و وقعت بينهما حروب متكررة، ذات مرة و في القرن السابع و تحديدا سنة 617 ميلادي غزا الفرس البيزنطيين فهزموهم هزيمة نكراء، احتلوا بلاد الشام، و دخلوا القدس، و دمروا الكنائس كما حاصروا عاصمة البيزنطيين القسطنطينية، و استهزاءا بملك البيزنطيين الملقب بهرقل كتب ملك الفرس كسرى اليه قائلا:

من كسرى أعظم الالهة و سيد الارض كلها إلى عبده الغبي الذليل هرقل إنك تقول انك تعتمد على إلهك فلم إذا لم ينقد القدس من يدي….

وصل خبر تلك الهزيمة إلى الرسول عليه السلام و المسلمين بمكة فحزنوا حزنا عظيما، و السبب في ذلك أن المسلمين كانوا يتمنون أن ينتصر الروم، لأنهم نصارى أهل كتاب و أقرب للحق، فيما كان الفرس مجوس لذلك كان المشركون يتمنون نصرهم لاشتراكهم في الشرك، فلما وقعت الهزيمة بالروم فرح كفار مكة غاية الفرح و صاروا يشمتون بالمسلمين فأنزل الله تعالى هذه الايات:

﴿الم 1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 3 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ 5 [الروم:1–5].

لقد كان مضمون هذه الاية يبدو شبه مستحيل، فلم يكن أحد يتصور أن البيزنطيين الذين لم يتبقى لهم من الارض سوى جزر في اليونان و ايطاليا سوف ينتصرون على الفرس الذين استولوا على معظم اراضيهم، بل و الاعجب من ذلك أن يتحقق هذا النصر في بضع سنين أي ما بين ثلاث الى عشر سنوات.

و لما سمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الايات خرج عند المشركين و راهنهم بمائة ناقة على أن الروم سوف تهزم الفرس في بضع سنين، و ذلك قبل تحريم الرهان في الاسلام، و لو أن الامر عرض على هرقل ملك الروم نفسه لما راهن و لو بناقة واحدة بسبب درجة الضعف و الانكسار التي كانت عليها دولته.

تفرق جيش الفرس

كانت عاصمة الروم القسطنطينية محاصرة حصارا شديدا من طرف جيش الفرس بقيادة شهربراز و أخيه فرخان، ذات ليلة و بينما هم جلوس إذ قال فرخان لأخيه: إني رأيت في المنام البارحة أني جالس على عرش كسرى.

فوصل الخبر إلى كسرى فغضب غضبا شديدا، فكتب الى شهربراز يأمره بقتل أخيه في الحال، لكن شهربراز رفض طاعته فأعاد كسرى مراسلته ثلاثة مرات لكن شهربراز أبى أن يقتل أخاه فقام كسرى بإقالة شهربراز من قيادة الجيش و عين مكانه أخاه فرخان، ثم أرسل إليه رسالة يأمره فيها هذه المرة بقتل أخيه شهربراز.

لم يتردد فرخان في تنفيذ أمر كسرى فلما أراد أن يقتل أخاه أوقفه شهربراز و هو يقول: لقد راسلني كسرى ثلاث مرات لأقتلك فأبيت و أنت تريد أن تقتلني و قد كتب اليك كتابا واحدا

ثم أراه الرسائل الثلاثة فندم فرخان عما كان سيفعله، و صمم كلا الاخوين أن يتمردا على كسرى، و أن يلجأ إلى عدوه هرقل و يقاتلان في صفوفه ضد ابناء بلدهم الفرس.

انقلاب الموازين

لم يصدق هرقل ملك الروم في بادئ الأمر طلب القائدين الفارسيين بالانضمام إليه و ظن أن في الامر مكيدة، و لكن تبين له فيما بعد أنهما كانا صادقين، و بالفعل أصبحا يقاتلان تحت لواء الروم و بدأ الزحف البيزنطي، و أخذت أراضي الفرس تسقط تباعا و كسرى في حيرة من أمره، و كل ما أرسل اليهم جيشا ليوقفهم انهزم و اندحر حتى وصل هرقل إلى عاصمة الفرس المدائن فاستولوا عليها و خربوا قصر كسرى و فر هذا الاخير لينجو بنفسه.

حرب الفرس و الروم معجزة قرأنية

لقد حدث كل ذلك بعد سبع سنوات فقط من نصر الفرس و لم يكن أحد يتوقع أن ينتصر الروم إلا المؤمنين الذين كانوا يعلمون أن كل ما أخبر به القران الكريم صدق لأنه كلام الله المنزه من الخطأ. و هذا هو ما يعرف بالاعجاز الغيبي الذي توجد له أمثلة كثيرة في القران الكريم و السنة النبوية و الذي الحكمة منه هو اظهار صدق رسالة الاسلام فقد تحدثث هذه السورة عن أمر سوف يقع في المستقبل فلما تحقق كانت سببا في اسلام الكثير من الناس.

اترك تعليقاً