You are currently viewing حقائق مثيرة عن الزرافة

حقائق مثيرة عن الزرافة

الزرافة رمز براري افريقيا، توصف بكونها كائنات جميلة خجولة و مسالمة رغم ضخامتها فهي أطول حيوان يدب على الأرض، أعجب الانسان بالزرافة منذ القدم فنقش صورها في الكهوف القديمة، و تهاداها الملوك فيما بينهم، و لا تزال الزرافة تأسر لب كل من يشاهدها و رغم أنها تعيش قريبا منا إلا أن الكثير من جوانب حياتها الاجتماعية لا يزال غير مفهوم كفاية، هذه المقالة تضم حقائق مثيرة عن الزرافة التي هي إلى جانب الفيلة أضخم حيوانات افريقيا و العالم.

أين تعيش الزرافة و على ماذا تتغذى؟

المكان الوحيد الذي يمكنك فيه رؤية الزرافة في موطنها الأصلي هو دول افريقيا جنوب الصحراء، فالزرافة تعيش بشكل حصري في افريقيا بل هي رمز تلك القارة، و الحيوان الوطني لعدد كبير من دولها، و رغم وجود بعض الأحافير لكائنات قديمة يزعم بعض العلماء أنها لأسلاف الزرافة عاشت قديما في اسيا و اوروبا  إلا أن  تلك الكائنات في الواقع لا تشبه الزرافة الحالية، و الحيوان الوحيد الذي ينسب لعائلة الزرافة هو حيوان الأكاب الذي يعيش في افريقيا و الذي بدوره لا يشبهها كثيرا، و بذلك يمكن القول أن الزرافة بحق كائن فريد من نوعه.

تعيش الزرافة في منطقة السافانا و هي عبارة عن أعشاب تزدهر في الفصل المطير و تقل في الفصل الجاف، و هناك يوجد طبق الزرافة المفضل ألا و هو أوراق شجرة الأكاسيا أو شجرة السنط.    

مما لاشك فيه أن حجم الزرافة الكبير يتطلب منها أن تأكل كميات هائلة من الطعام، و رغم أن شجرة الأكاسيا ممتلئة بالأشواك فإن للزرافة لسان طويل تستطيع بفضله نزع الأوراق بعناية بالغة، و هنا قد تتساءل كيف تستطيع اشجار الأكاسيا حماية نفسها من هذا الكائن الشره إذ بإمكان زرافة واحدة أن تجرد شجرة بكاملها من أوراقها، إن ذلك لا يحدث إذ أن الزرافة تنتقل من شجرة لأخرى و يرجع الفضل في ذلك الى شراكة عقدتها الأكاسيا مع نوع من النمل يعيش في اغصان هذه الاشجار، إذ توفر له الشجرة المأوى و الغذاء و في المقابل فهو يوفر لها نوعا من الحماية فإذا اطالت الزرافة الوقوف أمام الأكاسيا فإنه يهاجمها و يزعجها فتضطر للانتقال لشجرة أخرى، و هكذا تبقى الأكاسيا حية و في الان ذاته يظل غداء الزرافة متوفرا.

هذه بعض دول افريقيا حيث تعيش الزرافات النيجر، تشاد، سودان، افريقيا الوسطى، اثيوبيا اوغندا، كنيا، زامبيا، زمبابوي، ناميبيا، موزمبيق، بوتسوانا، جنوب افريقيا و الكاميرون.

حقائق مثيرة عن الزرافة أطول الكائنات عنقا

لطالما انبهر الانسان من عنق الزرافة الطويل الذي لا مثيل له في عالم الحيوان إذ يصل طوله عند البالغة منها مترين، و هذا ما يجعل من الزرافة أعلى حيوان على الارض بطول  6 أمتار، و حتى صغير الزرافة يصل طوله لمترين أي أطول من معظم البشر، و لأن عنق الزرافة يذكر أيضا بعنق الجمل و بسبب جلدها الذي يشبه جلد النمر فقد اعتقد الناس قديما أن الزرافة ما هي إلا نتاج لتزاوج كل من النمر و الجمل قبل أن يتطور العلم و يثبت استحالة وقوع ذلك، إذ لا يمكن لحيوانين ينتميان لفصيلتين مختلفتين التزاوج.

و في الحقيقة لقد كانت رقبة الزرافة موضوعا لنقاش حامي الوطيس بين عالمين بيولوجيين حاول كلا منهما إيجاد تفسير لأصل أنواع الكائنات الحية، و هما شارل داروين و العالم الفرنسي جون لامارك. فحسب هذا الأخير و الذي سبق داروين فإن أسلاف الزرافة كانت رقابها عادية كسائر الحيوانات لكن بعض افرادها اضطر لتمديد عنقه قليلا ليصل إلى أوراق الأشجار العالية و بمرور الوقت اكتسب رقبة أطول قليلا، تماما كما يكتسب من يمارس رياضة كمال الاجسام عضلات مفتولة، ثم انتقلت صفة طول الرقبة الى النسل الموالي حتى أصبحت الزرافة في نهاية المطاف بالشكل الحالي، و هذه النظرية تتعارض تماما مع الواقع إذ أن الصفات المكتسبة لا تورث، فرياضي كمال الاجسام الذي ذكرنا لن ينجب اطفالا مفتولي العضلات، لذلك لم تنجح هذه النظرية في تفسير سبب امتلاك الزرافة لعنق طويل فأتى من بعده تشارلز داروين ليفسر ذلك بنظرية التطور، إذ يفترض أن أسلاف الزرافات كانوا يمتلكون رقابا عادية ثم حدث لبعضهم طفرة فأصبحت رقابهم طويلة و ذلك ما أعطاهم أفضلية على باقي أفراد نوعهم بحيث أصبح بإمكانهم الوصول الى مصادر الغذاء بشكل أسهل عبر أكل أوراق الأشجار، و بذلك ارتفعت فرص بقائهم ثم بالتدريج أصبحت الزرافات ذات الرقاب الطويلة هي السائدة، و الطفرة هو تغيير في المعلومات الجينية يصيب الكائنات الحية، لكن كان يجب أن تحدث طفرات كثيرة و متتابعة و أن تسير كلها لتحقيق نفس الهدف و هو تكوين رقبة طويلة إذ عندما سيصبح عنقك طويلا لابد أن تحدث تغييرات كثيرة في الجسم بموازاة ذلك من ارتفاع ضغط الدم ليصل الدم للأعلى حيث الدماغ، و تغير في وتيرة خفقان القلب و غير ذلك و على كل طفرة تحدث أن تدعم التي سبقتها و تكمل عملها، مع التذكير أن ذلك يحدث بالصدفة حسب داروين و هذا مستحيل منطقيا تماما. إن التفسير العقلاني الوحيد هو أن الله تعالى خلق الزرافة على صورتها تلك منذ البداية و لم تنتج من تطور كائن ما سبقها.

لماذا انخفضت أعداد الزرافة؟

لقد كانت الزرافة تنتشر في الماضي في مناطق عديدة من افريقيا لكنها انقرضت بشكل رسمي من سبعة دول و هي بوركينافاسو، اريتريا، غينيا، مالي، موريتانيا، نيجيريا و السنغال، و يقدر الموجود منها حاليا ب 100.000 زرافة و لهذا التراجع أسباب عديدة ففي بعض المناطق اختفت السافانا حيث تعيش الزرافات و حلت محلها الصحراء، فاضطرت الزرافة للبحث عن أماكن عيش اكثر ملائمة، حدث أيضا تغير لاستخدام الأرض في موائل الزرافات كجعل تلك الموائل أراضي زراعية أو مستوطنات بشرية.

أيضا يعتبر صيد الزرافة من أسباب تراجعها  و يتم ذلك بهدف الحصول على لحمها الذي يشكل مصدر غداء للكثير من القبائل في افريقيا أو من أجل جلدها، و أحيانا يتم اصطيادها كهواية إذ يأتي الناس من كل أنحاء العالم إلى دول افريقية كزامبيا و زيمبابوي و جنوب افريقيا لممارسة هواية صيد الزرافات بشكل قانوني، و رغم المعارضة الشديدة التي يشنها أنصار البيئة اتجاه هذه الممارسات فإن هذه الدول و معها مؤيدو هذه الهواية يؤكدون أن الأنواع التي يتم اصطيادها غير مهددة بخطر الانقراض.

علاقة الانسان بالزرافة

لقد أعجب الانسان بالزرافات منذ القدم و النقوش المكتشفة في كهوف افريقيا أكبر شاهد على ذلك، و تظهر الزرافة بوضوح في نقوش تاسيلي بالجزائر.

في الماضي كانت الهدايا النادرة و الفريدة من نوعها أحسن الوسائل لتعزيز العلاقات بين الدول، فكانت الزرافة تفي بالغرض، لذلك كان ملوك الفراعنة يقدمونها كهدية لملوك الشعوب الاخرى، و على هذا التقليد سار حاكم مصر محمد علي باشا في القرن التاسع عشر حينما أهدى زرافة لفرنسا للتعبير عن محبة و الاحترام المتبادل بين البلدين.

و لقد وصلت الزرافة لملوك الرومان أيضا عن طريق الهدايا و انبهروا منها غاية الانبهار و أطلقوا عليها اسم الجمل النمري اعتقادا منهم أنها خليط من النمر و الجمل.

لقد جذبت الزرافة الانسان على مر العصور و كانت محط اهتمامه على الرغم من أن الزرافة لا تقدم خدمات مباشرة له، فلم يسبق لشعب من الشعوب أن استخدمها في الزراعة مثلا أو كحيوانات جر أو لأغراض التنقل، و إنما هذا الاهتمام مرده الرغبة في فهم كائن غريب لا يشبه سائر الكائنات.

العنق الطويل المنافع و المصاعب

إن الرقبة الطويلة تمنح الزرافة الكثير من المزايا، ففي استطاعتها الوصول إلى أوراق الأشجار بسهولة بالغة، كما تمنحها أيضا نظرة شاملة للمنطقة المحيطة بها، لذلك فالزرافات تبدو أشبه ما تكون بأبراج مراقبة حية إذا تستطيع أن ترصد أي خطر قادم و إن على بعد مئات الأمتار، و تحكي أسطورة متداولة كيف أن الزرافة كانت منبوذة من طرف الحيوانات الأخرى و ذلك بسبب شكلها الضخم المرعب و ذات مرة أبصرت الزرافة عاصفة تقترب فلم تتردد في إخبار باقي الحيوانات، و بفضل ذلك نجا الجميع فشكروا لها صنيعها و منحوها التقدير و الاحترام الذي تستحق، و هذه القصة تتحقق كثيرا على أرض الواقع.

بيد أن رقبة الزرافة الطويلة تخلق تحديا كبيرا، فكما هو معلوم يحتاج الدماغ إلى كميات كبيرة من الدم، فدماغ الانسان يستهلك قرابة %20 و يصل الدم إلى الدماغ بعد أن يقوم القلب بضخه و هذه العملية ليست صعبة بالنسبة للكثير من الكائنات الحية نظرا لقرب الرأس من القلب لكن الأمر ليس كذلك مع الزرافة، فدماغها يوجد على ارتفاع مترين من قلبها و بذلك فهي تحتاج لقوة ضخ رهيبة لإيصال الدم لهذا الارتفاع، و بالفعل فإذا كان ضغط الدم عند الانسان هو 80/120 فهو يبلغ عند الزرافة 180/280 و لو فرضنا أن زرعنا قلب الزرافة في جسم انسان فستنفجر أوعيته الدموية من قوة هذا الضغط، و لكن بالنسبة للزرافة فذلك هو ما تحتاجه لإيصال الدم إلى جميع الاعضاء و بالأخص الدماغ.

من هم أعداء الزرافة؟

بحجمها الهائل ليس للزرافة أعداء طبيعيون، فلا يوجد مفترس رئيسي للزرافات، أضف إلى ذلك فهي تمتلك سلاحا فتاكا يتمثل في قوائمها الخلفية فرفسة واحدة بأحد تلك القوائم في استطاعتها تهشيم عظام نمر أو أسد، و تكمن خطورة قوائم الزرافة الخلفية أنها قادرة على استعمالها في كل الاتجاهات و ليس كالحصان مثلا الذي يسدد ركلات للخلف فقط، و بفضل هذا السلاح الفتاك لا تستطيع النمور أو الأسود مهاجمة الزرافة مباشرة.

بيد أن للزرافة نقطة ضعف مميتة قد تستغلها السنوريات المفترسة أحيانا و هي عندما تحتاج لشرب الماء، فعلى العموم نادرا ما تشرب الزرافة فهي تكتفي بالمياه التي توفرها لها أوراق الاشجار لكن عندما تضطر لفعل ذلك فهي تباعد أرجلها الأمامية حتى تسمح لرقبتها بالانحناء و الوصول للماء، و هي بهذه الوضعية يمكن لحيوان مفترس القفز و الانقضاض عليها. أيضا فإن صغار الزرافات تكون مهددة بهجمات الاسود و النمور إذا كانت منعزلة على القطيع.

في 21 يونيو من كل سنة يتم الاحتفال باليوم العالمي للزرافة و قد تتساءل لماذا تم اختيار هذا اليوم بالذات و الجواب هو انه اطول يوم في السنة فكان من المناسب ان يخصص للاحتفال باطول كائن على الارض.

المصادر

https://www.britannica.com/animal/giraffe

https://wwf.panda.org/discover/knowledge_hub/endangered_species/giraffe_intro/

اترك تعليقاً