You are currently viewing فضل الصحابة رضي الله عنهم

فضل الصحابة رضي الله عنهم

قال الرسول صلى الله عليه و سلم “خير الناس قرني”  لقد أجمع العلماء على علو مكانة الصحابة و رفعة درجتهم، فقد اختصهم الله تعالى بالكثير من المزايا فهم أول من دخل الإسلام،  تربوا على يد معلم البشرية و قدموا الغالي و النفيس في سبيل نصرة الدين، فكانوا بحق خير أمة أخرجت للناس،  بلغوا درجة الكمال في البر و  الحلم و التقوى ، و فضل الصحابة رضي الله عنهم علينا كبير فهم من نقل إلينا الكثير من علوم الإسلام.

من هو الصحابي؟

الصحابي هو كل من لقي الرسول عليه السلام مؤمنا به و مات على ذلك سواءا أطال هذا اللقاء أم قصر.

قال البخاري رضي الله عنه:  من صحب النبي عليه السلام أو رآه من المسلمين فهو من الصحابة.

في اللغة العربية لو أن إنسانا صحب أخر و لو ساعة من نهار في سفر مثلا لدخل في حكم الصاحب.

لذلك فكل من رأى النبي عليه السلام و أمن به فهو من الصحابة سواءا كان صغيرا أم كبيرا، فعبد الله بن الزبير و النعمان بن البشير كان عمرهما أقل من عشر سنوات عندما توفي الرسول عليه السلام و مع ذلك فهم معددون ضمن خيار الصحابة رضي الله عنهم. أما من لقي الرسول عليه السلام و امن به ثم كفر بعد ذلك و مات على الكفر فلا يعد من الصحابة.

كيف يعرف الصحابي؟

يعرف الصحابة رضي الله عنهم إما ب:   

– شهادة الرسول صلى الله عليه و سلم كالعشرة المبشرين بالجنة الذين ذكرهم الرسول عليه السلام بأسمائهم و هم لا يزالون يمشون بين الناس.

– أن يشهد له صحابي أخر أو بإخباره عن نفسه بأنه من الصحابة، شريطة أن يكون عدلا و ثقة، أو بشهادة جماعة من التابعين الثقاة.

مكانة الصحابة رضي الله عنهم

الصحابة هم أكثر الناس فهما لتعاليم الإسلام، فقد تعلموا مباشرة من الرسول عليه السلام دون وساطة، ففهموا مقصده و مراده و ما أشكل عليهم يسألون عنه، لذلك ففهمهم لأمور الدين هو الفهم الصحيح و كل فهم مخالف لما فهموه فهو مردود على صاحبه، كما أنهم قد جمعوا بين العلم و العمل،  فقد كانوا يتعلمون من النبي عليه السلام عشر آيات لا يجاوزونها حتى يتعلموا ما فيها من العلم و العمل، قالوا: فتعلمنا القران و العلم و العمل جميعا.

كما أن الصحابة قد شهد الله تعالى لهم بالخيرية في أكثر من موضع في القران الكريم فرضي عنهم و أنزل السكينة على قلوبهم و بشرهم بكل خير، كما أثنى عليهم الرسول صلى الله عليه و سلم و أظهر في أكثر من مرة علو مكانتهم فقال عليه السلام:

“لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه”

و المد هو ملء كف الرجل المتوسط اليدين و النصيف يعني نصف المد، بمعنى أنه لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أحد الصحابة و لو مدا أو نصفه. و ذلك لأنهم قدموا الغالي و النفيس في زمن الشدة و الضيق و ليس من أنفق في العسر كمن أنفق في اليسر.

ثم إن الصحابة اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه عليه السلام فكانوا بحق نعم البطانة. قال الرسول عليه السلام “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” و كما تقول الحكمة المأثورة:  

عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه      فكل قرين بالمقارن يقتدي

فالله تعالى اختار لخاتم النبيين أفضل الأصحاب. فخير القلوب قلب محمد صلى الله عليه و سلم فاختار له الله تعالى لصحبته خير قلوب الناس و هم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فكل من درس حياة الصحابة علم علم اليقين أن الله تعالى اصطفاهم اصطفاء، و قصة سلمان الفارسي خير مثال فقد أتى من بلاد فارس بحثا عن الحق و تنقل من مكان لأخر و ذاق طعم العبودية بعدما كان حرا، حتى انتهى به المطاف عند الرسول عليه السلام فأصبح من خيرة الصحابة، حتى قال عنه الرسول عليه السلام “سلمان منا أهل البيت”.

واجبنا تجاه الصحابة

من واجباتنا نحن كمسلمين تجاه الصحابة رضي الله عنهم احترامهم و توقيرهم و الثناء عليهم و الاعتراف بفضلهم على الدوام لما قدموه في سبيل نصرة الإسلام، و نشر رسالته في حياته عليه السلام و بعد مماته.

الاقتداء بهم فهم الأعلم بتعاليم الإسلام و خير القرون كما وصفهم الرسول عليه السلام، فقد تعلموا على يد معلم البشرية.قال عليه السلام:

“إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ”

كما قال الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه:

“من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد عليه السلام كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه و سلم، فتشبهوا بأخلاقهم و طرائقهم، فهم أصحاب محمد عليه السلام كانوا على الهدى المستقيم” 

محبتهم أجمعين و ذلك من علامات الإيمان، قال الرسول عليه السلام “أية الإيمان حب الأنصار و أية النفاق بغض الأنصار”  كما قال أيوب السختياني من سادات التابعين:

“من قال الحسن في أصحاب رسول الله عليه السلام فقد برئ من النفاق”

فمن طعن في الصحابة أو سبهم فقد خرج من الإسلام، لأن ذلك يتضمن أمورا كثيرة فسبهم لا يكون إلا إذا ظن فيهم الشخص المساوئ و كيف يكون ذلك و الله تعالى قد أثنى عليهم.

المصادر

محمد يوسف الكاندهلوي – حياة الصحابة – مؤسسة الرسالة – 1900

جهاد الترباني – مدرسة الصحابة – دار التقوى

اترك تعليقاً