قلبك هو العضو الأساسي لبقائك على قيد الحياة. فهو يعمل بلا كلل ل24 ساعة في اليوم. و سواء كنت نائما أو مستيقظا فقلبك يستمر في الانبساط و الانقباض دون توقف. لكن هل تعرف كيف يعمل القلب على وجه التحديد؟ هل تعرف أجزاؤه و الأمراض التي تهدده؟ سنتناول في هذه المقالة كل ذلك بالتفصيل.
أين يوجد القلب؟
القلب هو عضلة بحجم قبضة اليد تقريبا. وزنه حوالي 330 غرام. الكثير منا يعتقد أن القلب يوجد في الجانب الأيسر. لكنه في الحقيقة يوجد في منتصف القفص الصدري. كما يظهر من الصورة أسفله.
ما الذي يوجد داخل قلبك
لنفهم كيف يعمل القلب لا بد أولا أن نلقي نظرة على ما يوجد بداخله. يمكننا أن نشبه القلب بمنزل مكون من أربع حجرات. تحمل كل حجرة اسم معين.
كما تشاهد في الصورة توجد أربع حجرات في القلب: حجرتان علويتان هما الأذين الأيمن و الأذين الأيسر. و حجرتان سفليتان هما البطين الأيمن و البطين الأيسر. لنفهم كيف تعمل هذه الحجرات سنتتبع مسار الأوكسجين منذ دخوله للجسم.
عندما نقوم بالاستنشاق يدخل الهواء و هو محمل بالأوكسجين ليتجه صوب الرئتين. يتوغل الأوكسجين داخل قنوات الرئة حتى يلتقي بكريات الدم الحمراء. فتقوم هذه الأخيرة بحمله و نقله صوب القلب عبر الأنابيب المشار إليها بالحرف A في الصورة. يدخل الدم المشبع بالأوكسجين إذن إلى الأذين الأيسر. ثم ينزل للبطين الأيسر. أن ذاك ينقبض القلب فيدفع الدم بقوة ليخرج من الأنبوب الحرف B. وليتجه إلى كل أعضاء الجسم. فكما هو معلوم لا يوجد عضو في الجسم يمكنه الاستغناء عن الأوكسجين و لو للحظة.
الآن حصلت خلايا الجسم على الأوكسجين. تقوم الخلايا بعملية التنفس لتنتج طاقة. فينتج عن ذلك مخلفات. و هي ثاني اوكسيد الكربون. يأخذ الدم ثاني اوكسيد الكربون و يتجه به صوب القلب. يدخل الدم المشبع بثاني اوكسيد الكربون من القنوات المشار إليها بالرقم 1. ثم يذهب إلى الأذين الأيمن ثم ينزل إلى البطين الأيمن. ينقبض القلب فيدفع الدم بقوة ليخرج من القناة رقم 2 متجها صوب الرئتين. هناك سيحرر الدم ثاني اوكسيد الكربون فيخرج من الجسم عندما نقوم بعملية الزفير. هذه العملية هي التي تعرف بالدورة الدموية. و للإشارة فكلتا العمليتان دخول الدم المشبع بالأوكسجين و دخول الدم المحمل بثاني اوكسيد الكربون تتمان في الآن ذاته.
لذلك يمكننا أن نشبه القلب بالمضخة التي تعمل ليل نهار بلا توقف. إنها مضخة رهيبة تنبض 100.000 مرة في اليوم. أي كمتوسط فهو ينبض 70 مرة في الدقيقة. و ينخفض المعدل عند النوم ليصل من 40 إلى 50 نبضة في الدقيقة. نظرا لقلة حاجة الجسم للطاقة عند النوم.
الصمامات توجه الدم في قلبك
ربما قد تساءلت بعد أن تعرفت على حجرات القلب الأربعة و اتجاه الدم داخلها، عن ما الذي يسهر على سير الدم في الاتجاه الصحيح؟ لماذا مثلا عندما يتجمع الدم المليء بالأوكسجين في البطين الأيسر، يتجه صوب الشريان الذي يوزعه على سائر أجزاء الجسم و لا يعود إلى الاذين الأيسر من حيث أتى في البداية؟ إن ذلك لا يحصل لان هناك داخل القلب أبواب، مهمتها السهر على أن يتجه الدم إلى وجهته المفترضة، هذه الأبواب هي الصمامات سنتعرف عليها أكثر في الصورة التالية:
الشرايين التاجية
لقد قلنا في البداية أن القلب هو عضلة. و كما رأيت فهو ينقبض و ينبسط في حركة لا إرادية. أي تتم دون تدخل منك. و هذا يعني أنه يحتاج ايضا للطاقة كي يعمل شأ نه شأ ن باقي أعضاء الجسم. انه يحتاج لمن يزوده بالأوكسجين هو كذلك. و هذا هو الدور الذي تقوم به الشرايين التاجية.
يتوصل القلب إذن بالدم الغني بالأوكسجين بواسطة الشرايين. هناك الشريان التاجي الأيمن و الشريان التاجي الأيسر و اللذان تتفرع منهما شبكة من الشرايين. بعدما تحصل عضلة القلب على ما تحتاجه من الأوكسجين. تطرح ثاني اوكسيد الكربون الذي ينقله الدم هذه المرة في الأوردة الدموية ليتجه به صوب الرئتين. و يتخلص الجسم منه.
المخاطر التي تهدد قلبنا
كما هو معلوم. إذا حرمت عضلة معينة من الدم لمدة طويلة فستتوقف عن العمل. و كذلك القلب الذي هو العضو الأساسي لاستمرار الحياة. فتصور معي أن الشريان الذي يوصل الدم الغني بالأوكسجين إلى القلب ضاق أو انسد بالكامل. أن ذاك لن يعمل الجزء من القلب الذي يعتمد على ذلك الشريان بكفاءة أو قد يتوقف عن العمل كليا. هذا ما يحيلنا إلى احد اخطر الأمراض التي تهدد القلب ألا و هي تصلب الشرايين.
يحدث تصلب الشرايين عادة عندما تترسب الدهون و الكولسترول في جدار الداخلي للشرايين.او بسبب ارتفاع ضغط الدم فتضيق بذلك الشرايين . و تعرقل مرور الدم. و بذلك تصبح عضلة القلب تعاني من قصور في التغذية. يصبح الأمر خطيرا إذا بلغت درجة الضيق أزيد من 50%.
إذا ما انسد الشريان بالكامل بسبب هذه الترسبات فستحدث سكتة قلبية. أما إذا ما ضاق الشريان فقط فسيقل مرور الدم و تحدت ذبحة صدرية.
علاج تصلب الشرايين
يقوم الأطباء بعلاج تصلب الشرايين التاجية كالتالي:
أولا يتم رصد مكان انسداد الشرايين في القلب. بعد ذلك يتم إدخال سلك مرن يوجد في مقدمته بالون في الشريان و يستمر الطبيب في إدخاله شيئا فشيئا حتى يصل إلى مكان الانسداد.
يقوم الطبيب بنفخ البالون بشكل متكرر حتى يتسع الشريان و يعود الدم ليجري فيه بشكل طبيعي.
قد يتم تثبيت دعامة من السلك للإبقاء على الشريان مفتوحا.
تسمى هذه العملية بالقسطرة القلبية و حوالي %80 إلى % 90 من المرضى يتماثلون للشفاء بهذه الطريقة.
المصادر
د.أيمن أبو المجد – أمراض القلب و شرايينه التاجية – دار الشروق – 1999
Anatomy of the Human Heart . Anthony , j Weinhaus PhD and Kenneth, p Roberts
