الببغاوات واحدة من أجمل المخلوقات و لقد أثارت إعجاب الإنسان منذ القدم بألوانها الزاهية و ذكائها الكبير و قدرتها على محاكاة الأصوات و لذلك اتخذ الكثير من أنواعها كطيور أليفة. و احد اشهرها هو الببغاء الرمادي الإفريقي فهو حيوان لطيف و جميل و يستأنس كثيرا بالبشر، و إذا كنت من المعجبين بهذا الطائر فلقد وقع في حبه قبلك الرومان و اليونان و المصريين القدماء منذ الآلاف السنين و حرص الأثرياء منهم على أن يكون من جملة حيواناتهم الأليفة، من الواضح أن الببغاء الرمادي ليس هو الأجمل في عائلة الببغاوات فببغاء المكاو القرمزي يفوقه جمالا، فطائرنا الرمادي الإفريقي كما يدل اسمه رمادي اللون مع ذيل احمر أو بني، إذن من أين استمد شعبيته الجارفة ؟
مقلد بارع للأصوات
يمتلك الببغاء الرمادي قدرة هائلة على تقليد أنواع مختلفة من الأصوات فهو أكثر الببغاوات قدرة على محاكاة لغة الإنسان لا ينافسه في هذا المضمار منافس، في استطاعة هذا الببغاء تعلم 1000 كلمة و ترديد أي شيء يسمعه لذلك من المهم جدا أن تنتبه لما تتفوه به إذا كنت أمام هذا الطائر لأنه لا يكاد يكتم سرا.
في تجربة قامت بها العالمة الأمريكية أرين ماكسين irene maxine pepperberg مع ببغاء شهير يدعى الكس Alex تبين لها أن الببغاء الرمادي الإفريقي ليس فقط بقادر على ترديد الكلمات بل أكثر من ذلك استخدامها في تعابير ليتواصل مع مالكه، لقد توصلت هذه العالمة إلى أن هذا الببغاء الرمادي يمتلك ذكاء يشبه ذكاء إنسان يبلغ عمره خمس سنوات. فقد كان باستطاعته عد الارقام إلى الستة و تمييز سبعة الوان بشكل صحيح و تسمية بعض الكائنات.
من المثير أن الببغاء الرمادي لا يقلد كلام الإنسان فحسب بل ايضا أصوات كثيرة متعددة كصفارات الإنذار، صرير الباب، و أصوات غيره من الحيوانات التي تعيش في المنزل، ما الذي يدعو الببغاء الرمادي إلى تقليد الأصوات و التصرف بهذا الشكل؟ من المرجح أن يكون ذلك لرغبته في التواصل، لكن إذا رجعنا إلى الببغاء الرمادي الذي يعيش في البرية فسنجد انه يتواصل مع أفراد جنسه بالصياح و الصفير و لا يحاكي صوتا، بمعنى أن هذه الميزة لا يمتلكها إلا عندما يصبح طائرا أليفا يعيش مع الإنسان و يتعلم منه.
و من الجدير بالذكر ان الببغاء تنتمي لما يعرف بالطيور الناطقة أي التي لها القدرة على محاكاة اصوات البشر توجد الغربان أيضا ضمن هذه القائمة و كما الببغاء الرمادي فإن الببغاوات لا يصبح في مقدورها تقليد أصوات البشر و نطق جمل إلا بعد إخضاعها لتداريب مكثفة منذ صغرها أما في البرية فالببغاوات قادرة على محاكاة أصوات غيرها من الحيوانات.
الحياة الاجتماعية لببغاء الرمادي الإفريقي
من المشاهد الرائعة في الغابة المطيرة لإفريقيا رؤية الكثير من الببغاوات الرمادية تقف على أغصان شجرة واحدة و تملأ الدنيا بالصفير و الصراخ، فهي طيور اجتماعية تتنقل في الصباح مجتمعة و تنام الليل كذلك، و يمضي الببغاء الإفريقي حياته التي قد تمتد ل 40 سنة في البرية مع شريكة واحدة.
من الصعوبة التمييز بين الذكر و الأنثى من خلال الملاحظة فحسب و يستوي في ذلك الخبير و غير الخبير، و قد يستدعي الأمر إرسال عينات من الحمض النووي للبيطري لكي يحدد الجنس بدقة.
لقد قادت شهرة هذا الطائر و شعبيته الجارفة أعداده للتناقص بشكل كبير و الببغاء الرمادي الإفريقي إما انقرض أو انه يتواجد بأعداد قليلة جدا في الدول التالية البنين، بوروندي، كوت ديفوار، غانا، غينيا، ليبريا، نيجيريا، رواندا، التوغو و كمثال على ذلك تناقصت أعداد الببغاء الرمادي في دولة غانا بنسبة % 90 هناك بعض انواع هذا الطائر قد تم ادراجها ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض.من طرف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.