You are currently viewing حضارة الإنكا

حضارة الإنكا

الإنكا أكبر حضارة قامت في الأمريكيتين و أكثرها تطورا، حكمت الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية من القرن 13 تقريبا إلى حين سقوطها على يد الإسبان في القرن السادس عشر، فقامت ببناء أكثر المعالم شهرة في أمريكا الجنوبية، خلفت نظام طرق متقدم و أبنية تشهد على عبقرية مهندسيها، و تحف ذهبية لا تحصى، كما تجلت عبقرية الإنكا في إخضاعهم للكثير من الشعوب الهندية التي كانت تعيش في المنطقة بطرق سلمية غالبا، حضارة الإنكا خلفت تراثا إنسانيا متميزا و في هذه المقالة سوف نتعرف على بعض جوانبه.

أين ظهرت حضارة الإنكا و متى كان ذلك؟

لا أحد يعلم على وجه التحديد متى بدأت حضارة الإنكا، و السبب في ذلك أن هذه الحضارة رغم ما بلغته من رقي لم تعرف الكتابة، و بالتالي لم تخلف سجلات مدونة كما فعلته الحضارات الأخرى في العالم القديم أسيا و أوروبا و شمال افريقيا، و كل المعلومات التي نعرفها عن هذه الحضارة إنما وردتنا من روايات الإسبان الفاتحين الذين بدورهم استقوها من الإنكا، و كلها روايات يصعب التثبت من صحتها، لدرجة أن حتى الملوك الذي يعتقد أنهم تعاقبوا على حكم هذه الإمبراطورية إلى حين انهيارها على يد الإسبان في القرن السادس عشر لا أحد يعلم يقينا إن كانوا أشخاصا حقيقين أم أسطوريين.

لذلك فحسب الروايات و الاكتشافات الاركيولوجية فإن شمس حضارة الإنكا قد بزغت فيما بين القرنين 13 و 14 في كوسكو و هي مدينة تقع في جبال الأنديز في البيرو، و من هناك أخذت تتوسع في ظرف زمني قصير لتشمل 6 دول من أمريكا الجنوبية هي البيرو مهد هذه الحضارة، بوليفيا، شمال الشيلي و الأرجنتين، الإكوادور و جنوب كولومبيا، ما جعل منها أكبر إمبراطورية قامت في قارة أمريكا بأسرها. 

حضارة الإنكا

و في هذه المساحة المترامية الأطراف توجد بيئات مختلفة، فهناك جبال الأنديز الشاهقة الارتفاع حيث كانت تتواجد معظم مستوطنات الإنكا و حيث يسود المناخ الجبلي المتميز بانخفاض الحرارة مع الارتفاع، و إلى الشرق هناك غابة الأمازون أكبر الغابات المطيرة في العالم حيث المناخ حار و رطب طوال السنة، ثم في الغرب و بمحاذاة ساحل المحيط الهادي تمتد صحراء الأتاكاما أحد أقحل الصحاري في العالم، حيث لا تمطر السماء لقرون عدة.

استطاع الإنكا أن يديروا هذه المناطق المتباينة بكفاءة عالية، لكن الأعجب من ذلك أن الإنكا استطاعوا أن يمدوا نفوذهم على كل هذه الأراضي في ظرف زمني قصير لا يتعدى القرن الواحد، فكيف أمكنهم ذلك؟

سياسة الفتح عند حضارة الإنكا

رغم أن الإنكا كانوا يمتلكون جيشا قويا لا من حيث العدد أو العدة قياسا بشعوب المنطقة فإنه قلما احتاج إلى استخدامه في عملية بسط نفوذه، فحكام الإنكا كانوا يرون في الحرب خسارة و إن تحقق فيها الانتصار لذلك كانوا يلجئون إلى أساليب أكثر فعالية، ففي العادة كانوا يعرضون على شعب معين الانضمام إلى الإنكا على أن يبقى حاكم ذلك الشعب في المنصب ذاته، يتمتع بكل الصلاحيات التي كانت له، لكنه سيعمل هذه المرة كممثل لملك الإنكا المقيم في العاصمة كوسكو، كما يترك للشعب حرية ممارسة شعائرهم الدينية بل و أكثر من ذلك كان الإنكا يرسلون شيئا مبجلا عند ذلك الشعب إلى معبد كبير في كوسكو احتراما لعقيدتهم، و في المقابل على ذلك الشعب إن قبل الانضمام أداء ضرائب على شكل محاصيل زراعية أو منتجات معينة للإمبراطورية.

و حتى يضمن حكام الإنكا عدم تمرد هذا الشعب في المستقبل فإنهم كانوا يرسلون أبناء الطبقة الحاكمة إلى كوسكو ليتعلموا قوانين الإنكا و لغتهم الكيتشوا، و عادة ما كان هؤلاء الأبناء يتقلدون منصب أبائهم بعد وفاتهم و يصبحون حكاما مخلصين للانكا.

بهذه الطريقة السلمية انضوت الكثير من الشعوب تحت لواء الإنكا، إذ أن هذه الشعوب كانت ترى في هذا الانضمام مزايا كثيرة بل ووسيلة للبقاء و الازدهار، ففي الكثير من مناطق جبال الأنديز أو الصحراء حيث الظروف الطبيعية لا تساعد على إنتاج محاصيل زراعية كثيرة كانت المجاعات تتسبب في دمار شعوب بأكملها، لكن هذا لا يحدث مع الشعب الذي اختار الانضمام للانكا لأن هذه الأخيرة قد ابتكرت أساليب بارعة في تخزين الطعام، و أنشئت شبكة من الطرق تربط كل أنحاء الإمبراطورية، و بالتالي كان الأمن الغذائي مضمونا، هذا ما جعل الكثير من الشعوب يرون في انضمامهم للانكا ربحا و ليس خسارة.

أما في حالة فشل الوسائل السلمية فإن خيار الحرب يكون هو الفيصل، و قد كان جيش الإنكا مجهزا تجهيزا جيدا بمقاييس شعوب المنطقة غير أن المعارك في معظمها كانت عبارة عن اشتباكات بالأيدي، و لأن جيش الإنكا كان أكثر عددا فقد استطاعوا تحقيق النصر في مواقع عديدة، لم يكن الإنكا يعرفون السيوف أو الدروع أو الحراب لأنهم لم يتوصلوا إلى استخدام الحديد، كما لم تكن لديهم أحصنة ببساطة لأن الحصان لم يكن يعيش في أمريكا الجنوبية أصلا.

ما الذي دعا الإنكا إلى توسيع إمبراطوريتهم إلى هذا الحد رغم أنه لم تكن هناك إمبراطورية أخرى تنافسهم على اكتساب مناطق النفوذ؟ يعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى معتقدات الإنكا ، فالملك إذ مات تظل كل الأراضي التي فتحها ملكا له وحده، و بالتالي فعلى الملك الذي يأتي من بعده أن يفتح أراضي جديدة لتكون ملكا له، و هكذا وصل الأمر بحكام الإنكا إلى فتح أراضي بعيدة عن عاصمتهم و منشأ إمبراطوريتهم كوسكو، حتى تشكلت لهم دولة شاسعة المساحة بتعداد سكاني يناهز 10 مليون نسمة.

أثار حضارة الإنكا

لنبدأ أولا بالعمارة فما خلفته حضارة الإنكا من مباني يثير إعجاب أكثر المهندسين براعة، فالكثير مما بنوه لا يزال قائما رغم مضي 500 سنة، في منطقة تشهد نشاطا بركانيا و هزات أرضية مدمرة، في كوسكو الكثير من المباني تعود لحقبة الإنكا و بعضها حوله الإسبان إلى قصور لهم أو كنائس، بيد أن براعة الفن المعماري عند الإنكا تظهر بجلاء في مدينتهم الأسطورية ماتشو بيتشو التي هي أحد عجائب الدنيا السبع، و أحد أكثر المواقع الأثرية إثارة للإعجاب في العالم.

حضارة الإنكا

الماتشو بيتشو مدينة تقع على ارتفاع 3500 متر عن سطح البحر، و لم يعرف الإسبان بوجودها قط رغم استيلائهم على كل أراضي الإنكا و ذلك بسبب موقعها النائي، و بمرور السنين غطت الغابات الكثيفة هذه المدينة فحجبتها عن الأنظار، و ذات مرة و بينما كان المستكشف الأمريكي هيرام بينغهام يقتفي أحد طرق الإنكا القديمة وجد نفسه أمام كتل حجرية من صنع الإنسان و عندما أزال ما استطاع إزالته من النباتات تكشفت له مدينة الماتشو بيتشو، و كل من يزور هذه المدينة يتساءل ما الغرض من بناء هذه المدينة في هذه المنطقة المرتفعة؟

كان ملوك الإنكا يقيمون في العاصمة كوسكو، أما الماتشو بيتشو فقد كانت مدينة للاستجمام و الراحة بعيدا عن ضغوطات الحياة بالعاصمة، و يعتقد أن الذي بناها هو باتشاكوتي، كان الملك و عائلته يمكثون في الماتشو بيتشو بضعة أشهر من السنة، و حتى تكون فترة إقامتهم ممتعة فقد استلزم الأمر أن تتوفر المدينة على كل أساسيات العيش، لذلك أنشأت حول الماتشو بيتشو مدرجات للزراعة، مخازن للغذاء، حظائر لحيوان اللاما، كما اقتضى الأمر ايضا وجود خدم يسكنون المدينة بشكل دائم ليعتنوا بها حتى إذا ما جاء الملك وجدها في أبهى حلة.

و لم تكن براعة الإنكا في الزراعة بأقل منها في العمارة، فقد استطاع الإنكا الزراعة في أشد المناطق صعوبة كالجبال المرتفعة للأنديز و صحراء الاتاكاما، فكيف أمكنهم ذلك؟

يعود الفضل في ذلك إلى فهمهم الجيد لبيئتهم و امتلاكهم لتقنيات فعالة في الزراعة ورثوها من الشعوب التي كانت قبلهم،ففي الجبال بنوا مصاطب أو مدرجات زرعوا فيها البطاطس و الذرة و الفلفل الحار و الطماطم، و لأنه لا يمكن الاعتماد على الأمطار الغير منتظمة في هذه المنطقة فقد بنى الإنكا قنوات للري تجلب المياه من قمم الجبال و من العيون ثم تنقلها إلى هذه المصاطب، كما فعلوا شيئا مشابها في صحراء الاتاكاما، حيث استغلوا الأنهار التي تمر عبر الصحراء و تصب في المحيط الهادي، فبنوا شبكة من القنوات تنقل الماء إلى المزارع و العجيب أن الكثير من تلك القنوات لايزال مستخدما إلى اليوم.

مصاطب زراعية

إن المرء ليتملكه العجب عند التأمل في هذه البراعة الهندسية التي بلغتها حضارة الإنكا التي كانت معزولة عن العالم، فإنشاء قنوات للري تمتد على طول مئات الكيلومترات  في الجبال و في الصحراء ثم  السهر على صيانتها لأمر يدل على التنظيم المحكم الذي كانت عليه هذه الامبراطورية ، لكن الإنكا لم تكن قطعا أول حضارة قامت في أمريكا الجنوبية، فقد سبقتها حضارات كثيرة كالموتشي و التشافن و الناسكا في البيرو، و مما لا شك فيه أن الإنكا استخدموا التقنيات و الابتكارات التي توصلت  إليها تلك الحضارات و حسنوها.

نظام اتصالات في غاية الفعالية

حتى تستطيع إمبراطورية الإنكا التحكم في المساحة الشاسعة التي تسيطر عليها فقد كانت في حاجة ماسة إلى نظام اتصالات فعال بحيث يكون في وسع الحكومة أن تتواجد و تسمع  صوتها في كل مكان، و هذا ما أدرك أهميته حكام الإنكا، فبنوا شبكة من الطرق تربط أجزاء الإمبراطورية فيما بينها مازالت صالحة للاستخدام إلى اليوم.

كانت هذه الطرق معبدة بالحصى و مخصصة لمرور البشر و أحيانا رفقة قطعان من اللاما، و لم يسبق للعربات أن عبرتها بسبب أن الإنكا لم يكونوا قد توصلوا بعد إلى اختراع العجلة.

حضارة الإنكا

يخترق بعض هذه الطرق سلسلة جبال الأنديز و بعضها الأخر يمر عبر الصحراء، و في هذه الأخيرة كان يكفي صنع ممرات بسيطة مع وضع كتل صخرية على طولها لترشد السائر، أما في جبال الأنديز فالأمر كان أكثر تعقيدا، فهذه السلسلة التي تفوق قممها 5000 متر تتخللها انهار عميقة مما يجعل الطرق تتقطع باستمرار، من أجل ذلك صنع الإنكا جسورا من الحبال تبدو و كأنها تتأرجح فوق الهاوية، و المثير للدهشة أن الكثير منها لايزال صالحا للاستخدام إلى اليوم.

على العموم يمكن أن نشبه طرق الإنكا بأفضل ما أنشئه الرومان من طرق و هي كانت تشكل أيضا رمزا لسلطة الإنكا.

و بفضل هذه  الطرق كانت الأخبار تصل إلى العاصمة كوسكو قادمة من كل أنحاء الإمبراطورية في زمن قياسي لا يكاد يتصور، فكيف كان يحدث ذلك؟

على طول الطريق تم بناء بيوت صغيرة يبعد الواحد منها عن الأخر بمسافة ليست بالكبيرة يسكنها مراسلون بالتناوب، فإذا حصل شيء في مكان ما من الإمبراطورية و استلزم نقل الخبر إلى العاصمة يصعد رجل من هؤلاء المراسلين إلى أحد هذه البيوت، حتى يصبح على مرأى من الثاني، فيقول له اذهب و انقل الخبر كذا و كذا فيولي هذا الأخير وجهه للبيت الذي يليه و يبلغه الخبر و هكذا حتى يصل الخبر إلى الملك بكوسكو، و بهذه الطريقة كان بوسع الرسالة أن تقطع في اليوم الواحد مسافة 240 كيلومتر، و عندما جاء الإسبان استغرق الأمر منهم 12 يوم على متن الأحصنة.

تقسيم اداري دقيق

ابتكر الإنكا تقسيما إداريا دقيقا جدا بحيث كان في استطاعة الحكام بواسطته إرسال أوامرهم إلى أي فرد من أفراد الشعب الذي يبلغ تعداده 10 مليون نسمة، بمعنى أن حاكم الإنكا كان يتحكم تحكما فعليا في رعاياه، و لا يمكنهم أن يفعلوا شيئا دون أن يكون على اطلاع به، هذه الخطاطة سوف تظهر لك كيف كان يعمل هذا التقسيم.

فلنفترض أن ملك الإنكا أراد القيام بمشروع ما كبناء طريق مثلا أو جسر أو مبنى و اخبره المهندسون بأنه يحتاج ل 400 شخص، فكل ما سيفعله هو أنه سوف يخبر حاكم المنطقة حيث سينجز المشروع بالأمر، و في الحال سيأمر حاكم المنطقة حاكم المقاطعة الذي تحته بأن يستدعي 400 رجل ثم سيقوم حاكم المقاطعة باستدعاء كوراكا الاثنين اللذين يعملان تحت إمرته بأن يجلب كل واحد منهما 200 رجل، ثم سيقوم كل كوراكا باستدعاء الاثنين من سايا كوراكا اللذين تحته و يأمرهما بأن يجلب كل واحد منهما 100 رجل، ثم سيمضي كل سايا كوراكا و يأمر التحت سايا كوراكا الاثنين اللذين تحته بجلب  50 رجل، و هكذا يستمر الأمر حتى يتم جمع الرجال المطلوبين في ظرف زمني قصير جدا و لا أحد يمكنه أن يمتنع عن العمل لأن في قانون الإنكا يلزم على كل مواطن أن يؤدي ما يعرف بالميتا و هي كالضريبة التي نؤديها اليوم، بيد أن الميتا ليست نقودا لأن الإنكا لم يكونوا يتعاملون بالنقود بل هي عبارة عن خدمة تؤدى لصالح الإمبراطورية تشمل أشغال البناء و الصيانة و الفلاحة و غير ذلك.

كيف كانت حضارة الانكا تسجل المعلومات؟

من عجائب هذه الحضارة أنه كان بوسعها حفظ السجلات المتعلقة بالأفراد و كميات المحاصيل بشكل دقيق رغم أنها لم تستطع اختراع الكتابة، و بدل من ذلك كان الإنكا يعتمدون على حبال تسمى الكيبو، مكونة من حبل رئيسي تتفرع منه حبال صغيرة ترمز لأشياء معينة، و لطالما حير الكيبو الإسبان كما لا يزال يحير العلماء اليوم، إذ لا أحد يعرف بالضبط كيف يعمل هذا النظام في التدوين، و الذي يثير الدهشة أن هذه الحبال لم تستخدم فقط لحفظ الأرقام بل و أيضا لحفظ الأشعار و القصص و أسماء الملوك و انجازاتهم،و على كل فليس الإنكا هم الذين اخترعوا الكيبو فقد كان مستخدما قبل ظهورهم بسنوات في مجتمعات الأنديز.

هل ما زالت حضارة الإنكا حية اليوم؟

لم يبد شعب الإنكا عن أخره و ذلك خلافا لما وقع للسكان الأصليين لأمريكا الشمالية، و الذين بسبب السياسة الاستعمارية لانجلترا و فرنسا تناقصت أعدادهم حتى لم يتبقى منهم إلا اقل من 3 مليون نسمة، فأحفاد الذين بنوا حضارة الإنكا مازالوا يعيشون بأعداد كبيرة في أمريكا الجنوبية  لكنهم موزعين على كل من البيرو و الشيلي و الإكوادور و بوليفيا، و في القرى سوف تجد الناس في هذه الدول يعيشون بنمط حياة مشابه لنمط حياة الانكا سواء في اللباس أو المأكل أو التقاليد، و حتى في اللغة فما زالت لغة الإنكا الكيتشوا محكية و تعتبر اللغة الثانية في البيرو بعد الاسبانية.

لكن المثير للعجب في حضارة الإنكا أنه على رغم ما بلغته من قوة و تطور فإنها انهارت بشكل سريع و مفاجئ على يد بضع مئات من المغامرين الإسبان، فكيف حصل ذلك؟ كيف استطاع الإسبان القضاء على إمبراطورية الإنكا؟ هو موضوع المقالة الموالية.

المصادر

مايكل ا. مالباس.  عصر الانكا. ترجمة فالح حسن فزع. هيئة أبو ظبي للسياحة و الثقافة. 2011

ب. راوين. الحضارات الهندية في امريكا. يوسف شلب الشام. دار المنارة للدراسات و الترجمة و النشر. 1989

اترك تعليقاً