في مختلف أنحاء العالم يستهل الكثير من الناس يومهم باحتساء كوب من القهوة مما يجعل منها المشروب الأكثر شعبية و استهلاكا في العالم، و من الناحية الاقتصادية فإن تجارة البن تأتي في المرتبة الثانية بعد تجارة النفط من حيث التبادل التجاري، ما الذي تعرفه عن القهوة؟ و هل تنطوي فعلا على مخاطر صحية كثيرة كما يدعي البعض؟ في هذا المقال ستتعرف على فوائد و أضرار القهوة.
ما هو مصدر القهوة؟
كلنا يعرف القهوة لكن ربما الكثيرون لا يعرفون مصدرها بالضبط، فالقهوة تأتي من شجرة البن التي تنمو بشكل بري في شرق إفريقيا، يوجد حوالي 60 نوع من هذه الأشجار لكن الذي يهمنا في صناعة القهوة هما نوعان:
– البن العربي المعروف بارابيكا.
– البن القوي المعروف بروبيستا.
ارابيكا تنمو طبيعيا في مرتفعات إثيوبيا و هي مصدر حوالي % 70 من القهوة المستهلكة عالميا، تتميز بكونها تحتوي على نسبة قليلة من الكافيين.
البن القوي أو روبيستا تنمو طبيعيا في المناطق المنخفضة من وسط و شرق إفريقيا، تحتوي على ضعف الكافيين الموجود في ارابيكا، كما تتميز بنكهتها الحادة،هي مصدر % 30 من القهوة المستهلكة.
نبذة تاريخية عن القهوة
تذكر روايات تاريخية كثيرة أن القهوة ظهرت في البداية في موطنها إثيوبيا، حيث يروى أن أحد الرعاة لاحظ أن أغنامه عندما ترعى على أشجار البن فإنها تبقى نشيطة لدرجة أنها لا تنام ليلا، فلما علم أحد المتعبدين بالأمر صنع لنفسه شرابا من حبوب البن ليستعين به على البقاء مستيقظا ليلا من أجل العبادة، ثم تناقل الكهنة في الأديرة بإثيوبيا خبر ذلك الشراب و هكذا بدأت القهوة تنتشر.
و من إفريقيا انتقلت القهوة إلى الجزيرة العربية عبر بوابة اليمن، و لاقت استحسانا كبيرا حتى أنه كانت هناك أماكن مخصصة لشرب القهوة يجتمع فيها الناس من مختلف طبقات المجتمع تدعى بيوت القهوة، انتشرت بشكل كبير في فترة الحكم العثماني و سبقت ظهور المقاهي في أوروبا.
الجدير بالذكر أن أمريكا اللاتينية الرائدة في إنتاج القهوة لم تكن نبتة البن من نباتاتها الأصلية و إنما جلبها إليها الأوروبيون في القرن التاسع عشر.
ما الذي يميز القهوة؟
ما يميز القهوة هو احتوائها على نسبة مهمة من الكافيين، و الكافيين هو مادة توجد أيضا في الشاي و الكاكاو تنشط الدماغ و تجعل الإنسان متيقظا، لكن إذا كنت تريد الاستفادة من هذه الميزة للكافيين فيجب الانتباه إلى أن قهوة روبيستا تحتوي على ضعف كمية الكافيين الموجودة في ارابيكا.
أيضا يوجد الكافيين في الشاي الكاكاو و كوكاكولا لكن بنسب أقل مما في القهوة، هذه مقارنة لكمية الكافيين بالميليغرام الموجودة في فنجان واحد:
– قهوة 96 ميليغرام
– الشاي 47 ميليغرام
– كوكاكولا 22 ميليغرام
يعتبر استهلاك 400 ميليغرام من الكافيين يوميا شيئا أمنا على معظم البالغين. أي ما يعادل تقريبا 4 فناجين من القهوة، بالنسبة للنساء الحوامل يوصى بالاكتفاء بفنجانين كحد أقصى يوميا.
ما فوائد القهوة؟
لنتعرف إذن على بعض فوائد القهوة فكما ذكرنا فالكافيين هو المادة المميزة للقهوة، و هو المنشط الأكثر شيوعا في العالم، يعمل كمنبه عصبي، و يقلل الشعور بالتعب، تساهم القهوة أيضا في فقدان الوزن حيث أن عملية التمثيل الغذائي أو الايض تزداد ب % 3 إلى % 11 عند شرب القهوة.
– تحتوي القهوة أيضا على البوتاسيوم و المنغنيز و إن بكميات قليلة جدا.
– أظهرت دراسات كثيرة أن القهوة تقلل من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، كما تقي أيضا من أمراض مرتبطة بالذاكرة كالزهايمر و الخرف.
– تحتوي القهوة أيضا على ما يعرف بمضادات الأكسدة و هي مواد تحارب و تزيل السموم من الجسم و تحمي الخلايا من التلف.
– بالنسبة للطاقة فعلى الذي يبحث عن الطاقة ألا يعتمد على القهوة فالقهوة تحتوي على 0 من السعرات الحرارية بينما كوب من الحليب الكامل الدسم يحتوي على 140 سعرة حرارية.لذلك إذا تم إضافة عناصر أخرى للقهوة كالحليب و السكر فسوف يزيد ذلك من نسبة السعرات الحرارية فيها.
يعتقد أيضا أن القهوة تخفض من خطر الإصابة بأمراض الكبد و القلب و بعض أنواع السرطان، من أجل ذلك يؤكد الكثير من الأطباء أن احتساء القهوة يعتبر شيئا أمنا في نطاق أنماط الاستهلاك العادية أي في حدود أربع فناجين كحد أقصى.
ما أضرار القهوة؟
كما لها فوائد فإن هناك أضرار في شرب القهوة نذكر منها:
– الإصابة بالأرق خصوصا إذا تم شرب القهوة قبل الفترة المخصصة للنوم.
– احتمالية أن يصبح المستهلك مدمنا على الكافيين، و بالتالي ففي حالة الرغبة في الإقلاع عن شرب القهوة فقد يعاني من صداع في الرأس، صعوبة في التركيز، الإحساس بالتعب و تغير في المزاج، غير أن هذه الأعراض الانسحابية قد تستمر لبضعة أيام فقط ليختفي إدمان الكافيين تماما، مما يعني أنه يمكن التخلص منه بسهولة، و ليس كباقي الأنواع الادمانية الأخرى.
– الناس الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يجب عليهم أن يقللوا من كمية القهوة التي يستهلكونها يوميا.
ترسب الكلس في الآلات القهوة هل يشكل ذلك خطرا؟
يحتوي الماء على عناصر معدنية ذائبة كالكالسيوم و المغنزيوم الصوديوم و غيرها، لذلك و بفعل المرور المتكرر للماء في أنابيب الآلات القهوة تتشكل ترسبات كلسية، على العموم هذا الكلس لا يشكل خطرا على الصحة و لكن قد يؤثر على مذاق القهوة.
هل القهوة بالحليب مضرة بالصحة؟
شاع بين الناس أن شراب القهوة بالحليب مضر بالصحة، و أنه يستحسن شرب القهوة وحدها و الحليب وحده، بيد أن احدث الأبحاث الطبية لم تثبت ذلك بل بالعكس توجد فوائد كثيرة في دمج القهوة بالحليب نذكر منها مثلا زيادة السعرات الحرارية، فكما رأينا تحتوي القهوة على القليل من السعرات الحرارية على عكس الحليب الذي يحتوي الكوب منه على 140 سعرة حرارية تقريبا، و بالتالي فإضافته للقهوة سوف يحسنها من ناحية القيمة الغذائية.
أظهرت بعض الدراسات أن إضافة الحليب إلى القهوة يؤثر في كمية مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة لكن بنسبة قليلة جدا مما يجعل من هذا الخليط شرابا أمنا.