You are currently viewing عالم الفيلة

عالم الفيلة

لو سألتك عن أضخم حيوان يعيش في الكوكب فستكون الإجابة بالتأكيد الحوت الأزرق،  لكن إذا تعلق الأمر بأضخم حيوان يجوب البرية فلن يختلف اثنان على أنه الفيل فهو حيوان ضخم الجثة،  كتلة هائلة من العظام و العضلات قد تزن 6000 كيلوغرام ما يجعل وزن الإنسان أمامه يبدو تافها،  قوي إذ لا يجرؤ حيوان مفترس على الاقتراب منه ، و رغم أنه يبدو غير رشيق فإنه سريع جدا  تقريبا تعادل سرعته سرعة العداء الجامايكي يوسين بولت. إنه بحق ملك الغابة المنسي،  بيد أن أكثر الأشياء إثارة لدى الفيلة هو كونها تشبهنا في الكثير من الصفات، فلها ذاكرة متقدة و مشاعر جياشة اتجاه أفراد نوعها و تعيش في ترابط اجتماعي وثيق،  لقد أعجب الإنسان بالفيلة منذ القدم و فاستخدمها في البناء و الزراعة و التنقل و حتى في الحروب، لكن علاقة الإنسان بالفيلة لم تكن دائما على ما يرام فالصيد الجائر و التنافس على الموارد الطبيعية أشعل فتيل صراع بين الإنسان و الفيلة تدور رحاه في مناطق كثيرة من العالم،  إننا في حاجة ماسة اليوم لفهم عالم الفيلة أكثر من أجل مصلحة الكائنين معا.

أين تعيش الفيلة؟

اليوم تعيش الفيلة في بقع متناثرة في كل من إفريقيا و أسيا، ففي إفريقيا يعيش بعضها في السافانا و بعضها الأخر في الصحراء كما في كالاهاري بناميبيا إضافة إلى الغابة المطيرة،  أما في أسيا فتوجد أيضا في السافانا و الغابة المطيرة،  تقريبا نصف فيلة أسيا تعيش في الهند.

لم يعد هناك موطن متصل للفيلة كما كان في السابق، فكما ذكر أحد البيئيين : في الماضي كانت هناك جماعات بشرية منعزلة وسط بحر من الفيلة أما اليوم فتوجد جماعات من الفيلة منعزلة تعيش وسط بحر من البشر.

عندما كانت الأرض تعج بالفيلة

اليوم لم يعد يتواجد إلا ثلاثة أنواع من الفيلة هي فيلة السافانا الإفريقية الأضخم حجما، الفيلة الأسيوية و فيلة الغابة المطيرة بإفريقيا و هي الأصغر حجما، لكن لو عدنا بالزمن لملايين السنين من الآن فسوف نرى أنواعا كثيرة من الفيلة بمختلف الأشكال و الأحجام كانت تجوب الأرض،  بعضها بحجم رهيب يفوق حجم الفيل الإفريقي الذي نعتبره أضخم حيوان بري و بعضها كان صغيرا بحجم الثعلب كفيل ايرتريوم الذي عثر على بقاياه في المغرب، اليوم كل تلك الأنواع لم تعد موجودة إلا في المتاحف، و أخر أنواع الفيلة التي انقرضت و التي عاصرت إنسان ما قبل التاريخ هو الماموث الذي كان يعيش في المناطق الشمالية من العالم، سيبيريا أووربا و أمريكا الشمالية، استخدم الإنسان قديما عظامه في بناء المنازل و عاجه في صناعة التماثيل، و كان لا يزال حيا يرزق عندما كان المصريون يبنون الأهرامات،  قبل 4000 سنة طويت صفحة الماموث إلى الأبد و مازال الصيادون يعثرون على أنيابه مطمورة في التربة بسيبريا و يبيعونها بمبالغ باهظة.

لنترك الفيلة البائدة ترقد بسلام فحتى الفيلة التي تعيش اليوم فقدت الكثير من مناطقها،  إذ هناك أدلة على أن الفيلة كانت تجوب يوما ما الصحراء الكبرى في إفريقيا في زمن كانت تنعم خلاله المنطقة بمناخ أكثر رطوبة مما عليه اليوم، و للعلم فإن صحراء الكبرى تعتبر أكبر صحراء في العالم، ففي أقصى جنوب الجزائر توجد سلسلة جبلية تقع وسط الصحراء تعرف بالتاسيلي ناجر، هناك في إحدى الكهوف وجدت نقوش تعود لإنسان ما قبل التاريخ تظهر الحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة و يوجد من ضمنها الفيل.

خرطوم الفيل ذلك العضو العجيب

أول ما يسترعي الانتباه في الفيلة خرطومها الذي هو أعجوبة تستحق التأمل، حقا ليس وحده الفيل الذي يمتلك خرطوما في مملكة الحيوان فهناك أيضا أكل النمل العملاق و بعض الفراشات لكن ليس لواحد منها خرطوم بطول و سمك و قوة خرطوم الفيل، فهو ذراع و أنف و يد،  يقتلع العشب،  يمسك بالأشياء،  يشم،  يتنفس من خلاله، يصدر أصواتا و يمتص بواسطته الماء، حتى أنه وصف بأنه أكثر أطراف الجسم فائدة و استعمالا في العالم.

لو تفحصت الخرطوم لوجدته عبارة عن عضلات فهو خال من العظام، و لذلك يستطيع الفيل البالغ تحريكه بسلاسة و هو عضو قوي و لطيف في الآن ذاته، إذ بوسع الفيل بواسطته أن يلتقط اشياء دقيقة كورقة شجر مثلا أو قطعة نقدية صغيرة .

داخل عالم الفيلة

لو راقبت قطيعا من الفيلة في البرية فستجد أنه مكون أساسا من أنثى قائدة هي الأكبر سنا عادة رفقة الاناث و صغارها، مما يعني أن للفيلة مجتمع أمومي عكس الانسان الذي يعيش في نظام أبوي يتميز بسيادة الأب ، قد يصل عدد أفراد القطيع ل 30 فردا،  يعيشون في توافق و انسجام، يهتم بعضهم ببعض يحمون الصغار من الحيوانات المفترسة، و يعلمونهم مبادئ العيش في البرية،  يهاجر القطيع بقيادة الأنثى من مكان لأخر بحثا عن الغذاء و الماء و المأوى كلما استلزم الأمر ذلك.

تبقى صغار الفيلة مع أمهاتها حتى تصل لسن 14 سنة و بالنسبة للذكور فهذا هو السن المناسب للانفصال، فالذكور لا تعيش في مجموعات بل تكمل حياتها بمفردها أو رفقة زمرة صغيرة من الذكور، و عند سن 25 سنة يصبح الفيل الذكر ناضجا و مستعدا للتزاوج.

لمدة ثلاثة أشهر من كل سنة تحدث تغيرات فسيولوجية في جسم الفيل الذكر البالغ بحيث يزداد إفرازه لهرمون التيستيسترون ل 60  مرة من معدله الطبيعي، و ذلك استعداد للتزاوج مما يجعل سلوكه شديد العدوانية، و يصبح الاقتراب منه في هذه الفترة بالذات خطرا للغاية سواءا على الإنسان أو الحيوانات الأخرى. تعرف هذه الفترة باسم مست Musth و هي كلمة باللغة الهندية تعني الثمل أو المخمور، و هذه أحد الأسباب التي تجعل حدائق الحيوان تفضل جلب فيلة إناث بدل الذكور.

حيوانات ضخمة بمشاعر جياشة

تمتلك هذه الكائنات الضخمة فيضا من المشاعر المرهفة حتى أنه لا يوجد حيوان يشبهنا في التعبير عن مشاعر شتى كالحزن و الفرح، القلق، الاستياء و الرحمة كما الفيلة، أبحاث كثيرة أجراها العلماء أظهرت لهم أن الفيلة لديها القدرة على القيام بعمليات تفكير معقدة و تمتلك أحاسيس عميقة.تشبه إلى حد ما تلك التي عند البشر.

أكثر الأحداث التي تعبر فيها الفيلة على الفرح الشديد هو عند ولادة مولود جديد، إذ يغمر السرور كامل أفراد القطيع، فيداعبون الفيل الصغير و يحرصون على حمايته، أيضا من المناسبات السارة في عالم الفيلة هو لقاء تلك التي ترتبط فيما بينها بصلة قرابة بعد مدة طويلة من الغياب، فيستقبل بعضها البعض بحفاوة بالغة.

أحد أكثر العلاقات التي تظهر فيها الفيلة فيضا من المشاعر هي علاقة الأمومة فهذه العلاقة عند الفيلة هي الاقوى بين معظم الحيوانات الثديية، يكفي أن نذكر أن الفيل الصغير يمكث مع أمه لأكثر من 10 سنوات و هي طفولة طويلة تأتي في المرتبة الثانية بعد الانسان ، و خلال تلك الفترة لا تفارق الأم ابنها البتة إذ أن الفيل الصغير يكون ضعيفا و مصاب بالعمى في سنواته الأولى و لا يستطيع أن يستخدم خرطومه بكفاءة، لذلك فأمه تلازمه طوال الوقت، تحجبه عن أعين المفترسين، تحميه من أشعة الشمس و تغسله بالمياه.

يشكل موت أحد الأفراد حدثا مأساويا لدى الفيلة و هي من الكائنات القليلة التي تفجع لموت أقاربها، إذ يعم حزن شديد القطيع و أحيانا قد تدفن الفيلة جسد الفيل الميت و كلما مر القطيع على مكان الدفن توقفوا عنده بضع دقائق.

كائنات بذاكرة متقدة

أحد الأقوال المأثورة حول الفيلة هو أنها لا تنسى شيئا،  فكثيرا ما توصف الفيلة بكونها تمتلك ذاكرة حديدية و استثنائية فهل هذا صحيح ؟

أبحاث كثيرة أجراها العلماء أتبتت لهم بما لا يدع مجالا للشك أن الفيلة تمتلك ذاكرة قوية كما وصفت و أن الأمر ليس فيه مبالغة،  فالفيلة تتذكر جيدا أماكن تواجد الماء و الغذاء و السبل الموصلة إليهما سواءا كانت في الصحراء أو وسط الغابة، حتى بعد مضي مدة طويلة، لذلك فكلما كانت الأنثى القائدة كبيرة في السن كلما كانت امكانية نجاة القطيع مرتفعة في الأوقات الحرجة لأن تلك الأنثى تكون قد راكمت خلال سنوات عمرها الطويلة الكثير من المعارف و الخبرات التي هي مفتاح النجاة في البرية .لذلك فالصيادين الغير شرعيين الذين يقومون بقتل الانثى القائدة يعرضون كامل القطيع للخطر .

يقدر العلماء أن الإنسان في وسعه التعرف على 200 شخص أما الفيلة فيصل الرقم ل 500،  حتى الذين يتعاملون مع الفيلة عن قرب يعرفون أن هذه الكائنات تتذكر جيدا الأشخاص و تميز بين من يعاملها بلطف ممن يعاملها بسوء،  لماذا تمتلك الأفيال هذه الذاكرة القوية ؟

يعتقد أن السبب يرجع إلى حجم الدماغ فالفيلة تحمل داخل رأسها دماغا يزن 4.6 كيلوغرام فيما يزن دماغ الإنسان في المتوسط 1.3 كيلوغرام ما يجعله أضخم دماغ لحيوان ثدي بالعالم،  و هو يشبه دماغ الإنسان من حيث التركيب و التعقيد. هذا ما يفسر سبب تمتع الأفيال بذاكرة قوية.

ذكاء استثنائي

الفيلة حيوانات بالغة الذكاء و يمكنها أن تتساوى في ذلك مع الشمبانزي و الدلافين أو حتى تتفوق عليهما أحيانا، الفيلة من الحيوانات القليلة التي تمتلك وعيا ذاتيا، فأنت عندما تنظر إلى نفسك في  المرآة تدرك أن تلك الصورة ما هي إلا انعكاس لك  و هذه حقيقة لا يتوصل إليها إلا من يمتلكون وعيا ذاتيا، و حتى الأطفال لا يدركون ذلك حتى يتجاوزوا السن الثانية، عندما ترى الحيوانات نفسها في المرآة فإن معظمها يذهب ليبحث عما يوجد ورائها ظنا منهم أن الحيوان يوجد هناك لكن ذلك لا ينطبق مع الفيلة، فهي تعرف أن الصورة التي في المرآة ما هي إلا انعكاس لها لذلك هي تحاول أن تكتشف المناطق التي لا تراها من جسدها كأن تفتح فمها لترى ما بداخله جيدا أو تستدير لترى أرجلها الخلفية.

صراع الفيلة و البشر

للأسف قاد التوسع البشري على حساب مناطق العيش الطبيعية للفيلة إلى حدوث صراع حتمي بين البشر و الفيلة على الموارد الطبيعية، في كل من إفريقيا و أسيا و يسفر هذا الصراع عن موت 200 شخص سنويا، فبين الفينة و الأخرى تقوم الفيلة بمهاجمة المستوطنات البشرية،  تخرب الأراضي الزراعية، تدمر المنازل تدوس على المواشي و تنتزع الأشجار المثمرة و هكذا و في رمشة عين يصبح المحصول الزراعي الذي يعتمد عليه الناس في مهب الريح، تنتهي الغارات بخسائر مادية تقدر بملايين الدولارات ووقوع ضحايا من كلا الطرفين.

هذا ما جعل الكثير من الناس ممن يسكنون الأرياف ينظرون إلى الفيلة نظرة يشوبها العداء، تشير أصابع الاتهام في هذا الصراع إلى البشر فهم الذين غزوا مناطق عيش الفيلة، انشئوا الطرق، و حولوا الغابات إلى مزارع و بذلك ضيقوا موارد عيش الفيلة، فلا ننسى أن الفيل حيوان شره يتناول يوميا  100 كيلوغرام من النباتات، فإذا لم يجد ما يكفيه في البرية انتقل إلى الحقول و المزارع.

تجارة العاج ثروة على حساب الفيلة

لطالما سحر العاج الإنسان بجماله الأخاذ، فلسهولة نحته تم استخدمه  منذ القدم في صناعة التماثيل و الأثاث الفاخر ،لكن العاج كان هو السبب الرئيسي وراء تراجع أعداد الفيلة بوتيرة رهيبة، و ذلك لأن العاج هو عبارة عن ناب كبير يمتد داخل الجمجمة و بالتالي لا يمكن استخراجه دون قتل الفيل.

ازداد الطلب على العاج في بدايات القرن العشرين، و مع تطور الأسلحة النارية أصبح بإمكان الصيادين الإجهاز على قطيع من الفيلة بكامله بما في ذلك الفيلة الصغيرة أي الدغافل، و بذلك تم جمع كم هائل من العاج تم استخدمه في صنع الأثاث الفاخر، كرات البلياردو، مفاتيح البيانو و فيما كان الناس في الدول المتقدمة يستمتعون باستخدام هذه الأدوات كانت أعداد الفيلة تتناقص بوتيرة سريعة لدرجة لا يوجد حيوان أخر تناقص بحدة كبيرة و في ظرف زمني قصير كما الفيلة،  فبعدما كان يقدر عددها ب 20 مليون في القرن التاسع عشر انتقل إلى 1.5 مليون سنة  1980 .  فتعالت الأصوات التي تدعو إلى إيقاف تجارة العاج لإنقاد ما تبقى من الفيلة، و حدث بالفعل تحسن ملحوظ في أعدادها،  و بدا و كأن الفيلة على وشك التعافي من الصيد الجائر،  لكن ذلك لم يدم طويلا، فمع بروز الصين كقوة اقتصادية عالمية ازداد عدد أغنيائها، و صاروا يتهافتون على اقتناء الأثاث المصنوع من العاج كعلامة على الغنى و المكانة الاجتماعية المرموقة، فعادت الفيلة لتكتوي بنار الصيد من جديد لكن هذه المرة بشكل أكثر حدة.   

بموجب الاتفاقية الدولية للتجارة بأنواع النباتات و الحيوانات المهددة بالانقراض سايتس التي وقعتها غالبية دول العالم سنة 1989 فإنه يحظر الاتجار بالعاج بأي شكل من الأشكال، لا يجب السماح باستيراد العاج لأي غرض بما في ذلك الاستخدام الشخصي إلا بوجود شهادة صادرة من سايتس، كل من خالف هذا القانون الاتحادي فإنه يعرض نفسه لعقوبات تتراوح بين السجن و أداء غرامات مالية مع مصادرة البضائع.

الفيلة تقدم خدمات للإنسان

من المثير للعجب أن الإنسان استطاع استخدام هذه المخلوقات في مهام شتى رغم أنها تفوقه حجما و قوة، يعتقد أن ذلك قد بدأ في شبه القارة الهندية قبل 4000 سنة من الآن، استخدمت الفيلة في بادئ الأمر كحيوانات للنقل و للجر ثم ما لبث الناس أن اكتشفوا فائدة عظيمة أخرى يمكن أن تقدمها الفيلة و هي استخدامها كسلاح فتاك في الحروب، فبحجمها الهائل كان من الممكن استخدامها كدبابات حية تسحق المقاتلين و تشتت شملهم، و قد شاركت الفيلة في حروب كثيرة و غالبا ما كانت بمثابة الورقة الرابحة في المعارك.

بيد أن الفوائد التي تقدمها الفيلة للإنسان لا تتوقف عند ما ذكرنا، فالفيل يمتلك خاصية فريدة يمكن أن تستخدم لانقاد أرواح الآلاف من الناس ممن يموتون جراء الزلازل، فالفيلة تتواصل فيما بينها غالبا بأصوات ضئيلة جدا لا يمكن لأذن الإنسان التقاطها تعرف بالموجات التحت صوتية،  هذه الموجات تنتشر على نطاق واسع جدا قد يصل لكيلومترات عدة و بالتالي بوسع فيل أن يسمع صوت فيل أخر و إن كان يبعد عنه بعشرات الكيلومترات، يسبق حدوث الهزة الأرضية ببضع دقائق ذبذبات تحت صوتية يمكن للفيلة التقاطها، فقبل حدوث تسونامي سنة 2004 شاهد الناس الفيلة و هي تركض صوب الأماكن المرتفعة قبل حدوث موجة المد بدقائق في سيريلانكا.

هناك قصص كثيرة تروى عن صدور سلوكيات غريبة من الفيلة قبل وقوع الزلازل ما دفع العلماء إلى أخد الأمر مأخذ جد إذ يمكن بتدريب الفيلة أن تستخدم كنظام إنذار مبكر طبيعي.

دور الفيلة في الطبيعة

وجود الفيلة ضروري في الطبيعة، فهي تقدم خدمات بيئية لا يمكن الإغفال عنها، ففي الكثير من المناطق التي تناقصت فيها أعداد الفيلة سواء في إفريقيا  أو أسيا لوحظ تناقص في الغطاء النباتي أيضا،  فما العلاقة التي تجمع بين الاثنين ؟

السبب أن الكثير من الأشجار تعتمد على الفيلة في نثر بذورها، إذ عندما تأكل الفيلة الثمار فإنها تأكل البذور أيضا، فتحملها معها حتى تخرج مع فضلاتها لتنمو نبتة جديدة، و حيث أن الفيلة تتنقل باستمرار فيمكن للنبتة الجديدة أن تنمو بعيدا عن النبتة الأم بكيلومترات عديدة.

تنقد الفيلة أيضا الكثير من الحيوانات الأخرى من الموت ظمأ، فعندما يحل الموسم الجاف تقوم الفيلة بحفر حفر بخرطومها في البحيرات الجافة حتى تصل للمياه فتروي ظمأها ثم تترك الحفرة لتستفيد منها حيوانات أخرى.

مازالت الفيلة تجذب انتباه الإنسان كما كانت منذ القدم بضخامتها الاستثنائية و بذكائها الحاد و ستظل كما وصفها أحد الشعراء الانجليز بأنها أعظم تحفة في عالم الطبيعة.

 المصادر

Kadzo kangawana. Studying elephants. African wildlife foundation. 1996

يوري ديميتريف. الإنسان و الحيوانات عبر التاريخ. د محمد سليمان عبود. دار النمير للطباعة و النشر. 1993

اترك تعليقاً